ﺧﻼﺻﺔ
:
ﻓﻲ ﺗﻠﻘﻲ اﻟﺗﺟرﺑﺔ اﻟﻐذاﻣﯾﺔ ﺑﺷﻛل ﻋﺎم ﺑﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك ﻣﺷروع اﻟﻧﻘد اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﺗﺟد داﺋﻣﺎ
أطراﻓﺎ ﺗﺷﻛل ﺛﻼﺛﻲ اﻷﺿﻼع
:
اﻟﻐذاﻣﻲ
/
اﻟﻔﻛرة
/
اﻟﻐﺎﺿﺑون ﻣن اﻟﻔﻛرة
.
وﯾﻣﻛن أن ﻧﻘرأ ﻓﻲ اﻷﺧﯾر ﺗﻠﻘﻲ ﻣﺷروع ا
ﻟﻐذاﻣﻲ اﻟذي طرﺣﻪ ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﻪ
"
اﻟﻧﻘد اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ،
ﻗراءة ﻓﻲ اﻷﻧﺳﺎق اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ
"
ﻣن ﺧﻼل ﻣﻧطﻠﻘﺎت اﻟﺗﻲ ﻟﻣﺣﻧﺎﻫﺎ ﻓﻲ ﺛﻘﺎﻓﺔ اﺳﺗﻘﺑﺎل اﻟﻣﺷروع
اﻟﺗﻲ اﻧﻘﺳﻣت ﺑﯾن ﻗراءة اﻟﻬﯾﻣﻧﺔ وﻗراءة اﻟﺗﺣﺎور وﻗراءة اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ
.
ﻓﺎﻟذﯾن ﻋﺎرﺿوا أﻓﻛﺎرﻩ ﺑرروا ﻫذا اﻟرﻓض ﺑﻛون اﻟﻐذاﻣﻲ ﯾﺑﺣث ﻋن ﺷرﻋﯾﺔ
ﻟﻠﺣداﺛﺔ
ﺑﺎﻟﻌودة ﻟﻠﺗراث واﻟﺗﻧﻘﯾب ﻓﯾﻪ ﻋﻣﺎ ﯾؤﯾدﻫﺎ، ﻓﻬو ﯾدﻋو إﻟﻰ إرﺳﺎء ﻧظرﯾﺔ ﻧﻘدﯾﺔ ﺗﻧﺣت ﻣن ﺻﺧر
اﻟﺗراث، وﺗﻐرف ﻣن ﺑﺣر اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻐرﺑﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ، وﻫو ﺑذﻟك ﯾﻧﻛر اﻟﻔوارق اﻟﺣﺿﺎرﯾﺔ، ﻓﺎﻟﺣداﺛﺔ
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻪ ﻟﯾﺳت ﺧﺻوﺻﯾﺔ أورﺑﯾﺔ ﺑل إرث إﻧﺳﺎﻧﻲ
.
وﺟدﯾر ﺑﺎﻟﻣﻼﺣظﺔ أن ﻣﺷروع اﻟﻐذاﻣ
ﻲ أﺛﺎر ﺣﻔﯾظﺔ اﻟﻣﺛﻘﻔﯾن اﻟﻧﺧﺑﺔ واﻟﻣﺣﺎﻓظﯾن اﻟذﯾن
ﻻ ﯾﺳﺗﺳﯾﻐون دراﺳﺔ اﻟﻧﺻوص اﻟﺷﺎذة واﻟﻣﻬﻣﺷﺔ ﻛﺎﻟﻣرأة واﻟزﻧﺞ أو اﻟﻣذاﻫب اﻟدﯾﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛل
أﻗﻠﯾﺔ، أو اﻷﻏﻧﯾﺔ اﻟﺷﺑﺎﺑﯾﺔ أو اﻟﻣﺳﻠﺳﻼت واﻷﻓﻼم ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻛراﻫﯾﺔ اﻟﻧﻘد اﻟذي ﯾﺗﻌرض
ﻟﻛﺷف ﻋﯾوﺑﻧﺎ اﻟﺣﺿﺎرﯾﺔ وأﺧطﺎﺋﻧﺎ اﻟﺗﻲ ﻧﻛرﻩ
ﺗﻌرﯾﺗﻬﺎ وﻛﺷﻔﻬﺎ ﻟﻶﺧرﯾن
.
أﻣﺎ اﻟذﯾن وﺟدو
ا
ﻓﻲ ﻣﺷروﻋﻪ ﻓﺗﺣﺎ ﺣﻘﯾﻘﯾﺎ ﻻﺳﺗﻐﻼق اﻟﻔﻛر اﻟﻌرﺑﻲ وﻋﯾوب ﺗﻔﻛﯾرﻩ ﻓﻘد
رأوا أن اﻟﻧﻘد اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﻗد ﻛﺷف ﻓﻲ زﯾف ﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻔوﺿوﯾﺎت اﻟﻣﺳﺑﻘﺔ،
وﻫﺷﺎﺷﺔ أﺳﺳﻬﺎ،
ﻓﺄﺻﺑﺣﻧﺎ أﺷد وﻋﯾﺎ ﺑدور اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻓﻲ ﺗﻛوﯾن اﻟوﻋﻲ
و
اﻟﺗﻔﻛﯾر،
وﺗﺄﺳﯾﺳﺎ ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻓﺈن
ﺑﻌض
اﻷﻓﻛﺎر اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﺷﺑﻪ اﻟﻣﺳﻠﻣﺎت ﻓﻲ اﻟﻧﻘد اﻷدﺑﻲ أﺿﺣت ﻣوﺿﻊ ﺷك
.
و
ﻟﻌل أﺧطر ﻣﺎ ﻛﺷف ﻋﻧﻪ اﻟﻧﻘد اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﺛﻘﺎﻓﺎت واﻟﺗﺣﯾزات واﻟﺗواطؤ
اﻹﯾدﯾوﻟوﺟﻲ ﺑﯾن ﻣﺧﺗﻠف ﻓﺿﺎءات اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ
.
ﻣن ﻫﻧﺎ ﺻﺎر اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻟﻧص اﻷدﺑﻲ داﺧل
ﺳﯾﺎﻗﻪ اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ،
وداﺧل ﺳﯾﺎق اﻟﻘ
ﺎرئ أو اﻟﻧﺎﻗد ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ أﺧرى،
وﺑﺗﻧﻣﯾﺔ ﻫذﯾن
اﻟﻣﺣورﯾن وﺗرﺳﯾﺦ ﻗﯾﻣﻬﻣﺎ،
ﯾﺣدد اﻟﻧﺳق اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ اﻟذي ﯾﺣدد طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻧﺻوص اﻷدﺑﯾﺔ وأﻧﺳﺎﻗﻬﺎ
اﻟﻣﺿﻣرة
.
ﻫواﻣش اﻟﺑﺣث
:
-1
ﯾﻧظر
ﺣﻔﻧﺎوي ﺑﻌﻠﻲ
:
ﻣدﺧل
ﻓﻲ ﻧظرﯾﺔ اﻟﻧﻘد اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎرن،
اﻟﻣﻧطﻠﻘﺎت، اﻟﻣرﺟﻌﯾﺎت،
اﻟﻣﻧﻬﺟﯾﺎت،
ﻣﻧﺷورات اﻻﺧﺗﻼف،
اﻟﺟزاﺋر، ط
،1
2007
،
ص
:
15
.