الأربعاء، 4 أغسطس 2021

اعلان توظيف بمديرية الشؤون الدينية والاوقاف لولاية الوادي

 

 

اعلان توظيف بمديرية الشؤون الدينية والاوقاف لولاية الوادي

قائم بالامامة بصفة التعاقد

للمترشحين الذين تتوفر فيهم الشروط التالية

  • المتقاعدين فيي السلك الديني الذين لا يزالون قادرين على العطاء
  • الكفاءات الجامعية ذات الخبرة ولها المام بالعلوم الشرعية
  • حفظة القران الكريم الذين يثبتون مستوى الثالثة ثانوي فما فوق

رابط التحميل من هنا  : https://www.upload-4ever.com/cyzqgf56vexo

تاريخ الاعلان 03 اوت 2021

الثلاثاء، 4 مايو 2021

اﻟﻧﻘد اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﻓﻲ اﻟﺧطﺎب اﻟﻧﻘدي اﻟﻣﻌﺎﺻر ﻗراءة ﻓﻲ ﺗﻠﻘﻲ ﻣﺷروع ﻋﺑد اﷲ اﻟﻐذاﻣﻲ

 Page 1

ﻣﺠﻠﺔ اﻟ
ﻤَﺨْﺒَﺮ، أﺑﺤﺎث ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ واﻷدب اﻟﺠﺰاﺋﺮي
ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺴﻜﺮة
.
اﻟﺠﺰاﺋﺮ
299
ﻣﺟﻠﺔ
اﻟﻤَﺨْﺒَﺮ
-
اﻟﻌدد اﻟﺣﺎدي ﻋﺷر
-
2015
اﻟﻧﻘد اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﻓﻲ اﻟﺧطﺎب اﻟﻧﻘدي اﻟﻣﻌﺎﺻر
ﻗراءة ﻓﻲ ﺗﻠﻘﻲ ﻣﺷروع ﻋﺑد اﷲ اﻟﻐذاﻣﻲ
اﺳﺗﻬﻼل
:
ﺣظﯾت اﻟدراﺳﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﺑﺷﯾوع واﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﺗﺳﻌﯾﻧﯾﺎت ﻣن اﻟﻘرن اﻟﻣﺎﺿﻲ،
وﻗد ﺟﺎءت
ﺑﻌد اﻧﺣﺳﺎر اﻟﻧظرﯾﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﻧﺻوﺻﯾﺔ واﻷﻟﺳﻧﯾﺔ وﺗﺣوﻻت ﻣﺎ ﺑﻌد اﻟﺑﻧﯾوﯾﺔ
.
وﻣن اﻟﻣؤﻛد أن
وﻓرة اﻟﺧطﺎﺑﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﻟﻣﺣﻧﺎﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﺳﻧوات اﻷﺧﯾرة ﻣن اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﯾن،
ﺗﻌد ﻋﻼﻣﺔ ﻋﻠﻰ
اﻟﺗﻌددﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﯾز اﻟﻣﺷﻬد اﻟﻧﻘدي اﻟﻣﻌﺎﺻر ﻓﻲ ﻛل ﻣﻛﺎن
.
وآﯾﺔ ذﻟك ﻣﺎ ﻧراﻩ ﻣن ﺗﻬﺎوي
اﻟﻣرﻛزﯾﺔ اﻷورﺑﯾﺔ اﻟﻐرﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺧطﺎب اﻟﻧﻘدي اﻟﺣﺎﻟﻲ،
ﺣدث ذﻟك ﺑﻌد اﻧﺣﺳﺎر اﻟﺧطﺎب
اﻟﻛوﻟوﻧﯾﺎﻟﻲ وﺑروز ﺧطﺎﺑﺎت ﻧﻘﯾﺿﺔ ﯾﺻوﻏﻬﺎ ﻣﻔﻛ
رون ﻣن اﻟﻌﺎﻟم اﻵﺧر
1(
).
اﻟﻌﺎﻟم اﻟذي ﻛﺎﻧت
ﺟل ﺑﻠداﻧﻪ ﺗﺣت اﻻﺳﺗﻌﻣﺎر أو ﺗﺣت اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ، وﻟﻌل ﺗﺟرﺑﺔ ﻛل ﻣن إدوارد ﺳﻌﯾد وﻋﺑد اﷲ
اﻟﻐذاﻣﻲ ﺗﻌد اﻟوﺟﻪ اﻷﺑرز ﻓﻲ ﻫذا اﻻﺗﺟﺎﻩ اﻟﺟدﯾد
.
ﯾطرح ﻋﺑد اﷲ ﻣﺣﻣد اﻟﻐذاﻣﻲ ﻣﺷروع
"
اﻟﻧﻘد اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ
"
ﺑوﺻﻔﻪ ﺑدﯾﻼ ﻣن اﻟﻧﻘد اﻷدﺑﻲ
ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أن
اﻷﺧﯾر ﻗد ﺑﻠﻎ ﺳن اﻟﯾﺄس، وﺷﺎرف ﻋﻠﻰ اﻟﻣوت، ﻓﺎﻟﻌﻠوم ﻓﻲ ﻧظر
ﺗﻣوت ﻛﻣﺎ
اﻟﻣﺧﻠوﻗﺎت ﺟﻣﯾﻌﺎ
.
ﻣن ﻫﻧﺎ ﻛﺎن ﻻ ﺑد ﻣن اﻟﺑﺣث ﻋن وﺳﺎﺋل ﺟدﯾدة ﺗﻘرأ اﻟﺧطﺎﺑﺎت وﺗﻛﺷف
ﻋن وﺳﺎﺋل اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻓﻲ ﺗﻣرﯾر أﻧﺳﺎﻗﻬﺎ
.
وﻫذﻩ اﻷﻧﺳﺎق إﻧﻣﺎ ﻫﻲ أﻧﺳﺎق ﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ أزﻟﯾﺔ وراﺳﺧﺔ،
وﻟﻬﺎ اﻟﻐﻠﺑﺔ داﺋﻣﺎ، وﻋﻼﻣﺗﻬﺎ
ﻫﻲ اﻧدﻓﺎع اﻟﺟﻣﻬور إﻟﻰ اﺳﺗﻬﻼك اﻟﻣﻧﺗوج اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ اﻟﻣﻧطوي ﻋﻠﻰ
ﻫذا اﻟﻧوع اﻷﻧﺳﺎق
.
1
-
ﺧﺻوﺻﯾﺔ اﻟﺗﺟرﺑﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﻐذاﻣﯾﺔ
:
ﯾﻌﺗﺑر ﻋﺑد اﷲ اﻟﻐذاﻣﻲ أﺣد أﺑرز اﻟﻧﻘﺎد اﻟﻣﻌﺎﺻرﯾن، وﻻ ﺗﻛﻣن أﻫﻣﯾﺗﻪ ﻓﻲ ﻋدد
اﻟﻣؤﻟﻔﺎت اﻟﺗﻲ أﺻدرﻫﺎ، وﻫﻲ ﻣﺗﻧوﻋﺔ وﻛﺛﯾرة ﻓﻲ ﺣﻘل اﻟﻧﻘد اﻷدﺑﻲ، وإﻧﻣﺎ ﻓﻲ اﺟ
ﺗﻬﺎداﺗﻪ اﻟﻧﻘدﯾﺔ
اﻟﺗﻲ ﻗﺎدﺗﻪ إﻟﻰ ﺗطوﯾﻊ اﻟﻣﻔﺎﻫﯾم واﻟﻧظرﯾﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﻐرﺑﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﺑﻣﺎ ﯾﺗﻧﺎﺳب ﻣﻊ ﺧﺻوﺻﯾﺔ
اﻟدﻛﺗورة
:
ﻧوال ﺑن ﺻﺎﻟﺢ
ﻗﺳم اﻵداب و اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ
ﻛﻠﯾﺔ اﻵداب و اﻟﻠﻐﺎت
ﺟﺎﻣﻌﺔ
ﺑﺳﻛرة
-
اﻟﺟزاﺋر

اﻟﻧﻘد اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﻓﻲ اﻟﺧطﺎب اﻟﻧﻘدي اﻟﻣﻌﺎﺻر ﻗراءة ﻓﻲ ﺗﻠﻘﻲ ﻣﺷروع ﻋﺑد اﷲ اﻟﻐداﻣﻲ
ﻧوال ﺑن ﺻﺎﻟﺢ
300
ﻣﺟﻠﺔ
اﻟﻤَﺨْﺒَﺮ
-
اﻟﻌدد اﻟﺣﺎدي ﻋﺷر
-
2015
اﻟﻧص اﻷدﺑﻲ اﻟﻌرﺑﻲ، ﻻﺳﯾﻣﺎ اﻟﻧص اﻟﺷﻌري، ﻫذا ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗﻣﻠﻛﻪ ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺎت ﺑﻣﺎ
ﯾﺳﻣﺢ ﺑﻘراءﺗﻬﺎ ﻗراءة ﻧﻘدﯾﺔ ﻋوﺿﺎ ﻋن اﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ ﺑطرﯾﻘﺔ آﻟﯾﺔ
.
ﻛﻣﺎ ﺗﻣﯾز اﻟﻐذاﻣﻲ ﺑ
ﺎطﻼﻋﻪ
اﻟواﺳﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﺗراث اﻟﻧﻘدي واﻹﺑداﻋﻲ اﻟﻌرﺑﻲ اﻟذي ﺷﻛل ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف دراﺳﺎﺗﻪ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻣﺧزوﻧﺎ
ﻣﻌرﻓﯾﺎ اﺳﺗﻧد إﻟﯾﻪ ﻟﻘراءﺗﻪ ﻗراءة ﺣدﯾﺛﺔ ﺗﻧﻘب وﺗﻧﺗﻘد ﻻﺳﺗﻛﺷﺎف ﻣدﻟوﻻت ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ، ﻛﺎﻧت ﺣﺗﻰ
زﻣن ﻗرﯾب ﺧﺎﻓﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺳواﻩ ﻣن اﻟﻧﻘﺎد اﻟﻣﺣدﺛﯾن
.2(
)
ﯾﻘول اﻟﻐذاﻣﻲ ﻣﺑررا رؤﯾﺗﻪ اﻟﺟدﯾدة ﻟﻠ
وظﯾﻔﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻔﺗرض أن ﯾﺿطﻠﻊ ﺑﻬﺎ اﻟﻧﺎﻗد اﻷدﺑﻲ
واﻟﻣﺗﻠﻘﻲ ﺑوﺟﻪ ﻋﺎم
"
وﻧﺣن ﻟو ﺗﻣﻌﻧﺎ ﻓﻲ اﻟواﻗﻌﺔ اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة ﻟوﺟدﻧﺎ
أن اﻟﺧﻠل اﻷﻛﺑر ﻓﯾﻬﺎ ﻫو ﻧﻘص اﻟﺗﺻور اﻟﻧظري ﻣن ﺟﻬﺔ،
و
اﻧﻔﺻﺎم اﻟﺗطﺑﯾق ﻋن اﻟﺗﻧظﯾر
ورﺑﻣﺎ ﺗﻌﺎرﺿﻬﻣﺎ،
وﯾﺻﺣب ذﻟك اﻟﺧﻠل وﯾﺗواطﺄ ﻣﻌﻪ ﺻو
رة ﻓﺣوﻟﯾﺔ ﻣﺗرﺳﺧﺔ ﺗرﺷﺢ اﻟﻣؤﻟف
ﻟﯾﻛون ﻣﻌﻠﻣﺎ أول
،
وﺗﺿﻊ اﻟﻘراء ﻓﻲ ﺻف اﻟﺗﻼﻣﯾذ،
وﻫذﻩ ﻫﻲ ﺳﯾرة اﻟﻣؤﻟﻔﺎت ﻗدﯾﻣﻬﺎ وﺣدﯾﺛﻬﺎ،
وﻫﻲ ﻣؤﻟﻔﺎت ﺗﺻﻧﻊ أﺟﯾﺎﻻ ﻣن اﻟﺗﻼﻣذة اﻟﻘﺻر اﻟذﯾن ﻫم ﻋﺎﻻت ﻋﻠﻰ اﻵﺑﺎء اﻟﻣؤﻟﻔﯾن ﻣن
اﻷواﺋل وورﺛﺔ اﻷواﺋل
"3(
).
وﯾؤﻛد ﺛورة اﻟﻐذاﻣﻲ ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟوظﯾﻔﺔ، ﻣﺎ
ﻗدﻣﻪ ﺑﯾن أﯾدي اﻟﻘراء ﻣن وﺳﺎﺋل ﺟدﯾدة
ﻟﻘراءة اﻟﻧص اﻷدﺑﻲ ﺑﻌﯾدة ﻋن اﻟﻣﺄﻟوف، وﻟذﻟك ﯾرى ﻣﻌﺟب اﻟزﻫراﻧﻲ أن اﻟﻐذاﻣﻲ ﺗﻌود وﻋودﻧﺎ
ﻋﻠﻰ ﻛﺗﺎﺑﺔ ﻏﯾر ﻣﺄﻟوﻓﺔ وﻣﺛﯾرة ﻟﻠﺟدل ﺑﻛل أﺷﻛﺎﻟﻪ وﻣراﻣﯾﻪ
.
ﻓﻣﻧذ
"
اﻟﺧطﯾﺋﺔ واﻟﺗﻛﻔﯾر
"
إﻟﻰ ﻛﺗﺎﺑﻪ
اﻷﺧﯾر
-
آﻧذاك
"-
اﻟﻧﻘد اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ
"
وﻫو ﯾرﻛب اﻟذﻟول
واﻟﺻﻌب وﯾﻠوج اﻟﻠﺟﺔ ﺳﻌﯾﺎ وراء ﺗﺣﻘﯾق ﻫذﻩ
اﻟذات اﻟﺑﺎﺣﺛﺔ ﻋن ﻛل ﻣﺎ ﯾﻌﻣق اﻷﺳﺋﻠﺔ وﯾﻧﺷر دواﻋﻲ اﻟﻘﻠق اﻟﺧﻼق ﻓﯾﻬﺎ وﻓﻲ ﻣن ﺣوﻟﻬﺎ
.4(
)
ﻓﻘد ﻛﺎﻧت ﺗﺟرﺑﺔ اﻟﻐذاﻣﻲ ﻣﻧذ ﺑداﯾﺗﻬﺎ ﺗﺑﺷر ﺑﺎﻟرﯾﺎدة، ﯾﻘول ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن اﻟﺳﻣﺎﻋﯾل ﻋن
اﻟﻐذاﻣﻲ
":
ﺣﯾن ﻧﺷر ﻛﺗﺎﺑﻪ
"
اﻟﺧطﯾﺋﺔ
و
اﻟﺗﻛﻔﯾر
"
وﺛﺎر ﺣوﻟﻪ اﻟﺟ
دل اﺷﺗرﯾت ﻧﺳﺧﺗﯾن،
أﻫدﯾت
إﺣداﻫﻣﺎ إﻟﻰ اﻟدﻛﺗور ﺷﻛري ﻋﯾﺎد وﺣﯾن ﻗرأﻫﺎ ﻗﺎل ﻟﻲ
:
إﻧﻪ ﯾذﻛرﻧﻲ ﺑﺑداﯾﺎت طﻪ ﺣﺳﯾن وﻣﺎ ﻛﺎن
ﯾﺛﯾرﻩ ﻣن ﺟدل ﺑﯾن اﻟﻘراء
"5(
)
ﻓﺎﻟﻐذاﻣﻲ ﯾﻣﺛل اﻟوﺟﻪ اﻷﺑرز ﺿﻣن وﺟوﻩ ﻋدﯾدة ﻟﻠﺛﻘﺎﻓﺔ واﻟﻔﻛر اﻟﻌرﺑﯾﯾن ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺗﻬﻣﺎ
اﻟﺟدﯾدة
.
ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺳﺎؤﻻت اﻟﻛﺑرى ﺣول اﻟﻬوﯾﺔ
واﻟﻌوﻟﻣﺔ واﻟﺗﻌﺎﯾش واﻟﺣوار ﺑﯾن اﻟﺣﺿﺎرات
.
وﺣﻘﯾﻘﺔ أﺧرى ﻻ ﯾﻐﻔﻠﻬﺎ اﻟﺑﺎﺣﺛون ﻓﻲ ﺗﺟرﺑﺔ اﻟﻐذاﻣﻲ، ﺗﻠك ﻫﻲ ﺗﺑﻠور ﻓﻛرة
"
اﻟﻧﻘد
اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ
"
ﻟدﯾﻪ، ﻋﺑر ﺟل ﻣؤﻟﻔﺎﺗﻪ إن ﻟم ﺗﻛن ﻛﻠﻬﺎ ﺑدءا ﻣن
"
اﻟﺧطﯾﺋﺔ واﻟﺗﻛﻔﯾر
"
ووﺻوﻻ إﻟﻰ
"
اﻟﻔﻘﯾﻪ اﻟﻔﺿﺎﺋﻲ
"
ﻓﺈدرﯾس ﺟﺑري ﻣﺛﻼ ﯾرى أﻧﻪ
"
ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ أن ﻧدﻋﻲ،
وﺑﺎطﻣﺋﻧﺎن أن أول ﺧطوة
ﻣﺠﻠﺔ اﻟ
ﻤَﺨْﺒَﺮ، أﺑﺤﺎث ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ واﻷدب اﻟﺠﺰاﺋﺮي
ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺴﻜﺮة
.
اﻟﺠﺰاﺋﺮ
301
ﻣﺟﻠﺔ
اﻟﻤَﺨْﺒَﺮ
-
اﻟﻌدد اﻟﺣﺎدي ﻋﺷر
-
2015
ﻋﻣﻠﯾﺔ وﻓﻌﻠﯾﺔ ﻓﻲ درب اﻟﻧﻘد اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﺗﻲ دﺷﻧﻬﺎ ﺑﻘراءﺗﻪ ﻷدب ﺣﻣزة ﺷﺣﺎﺗﺔ ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﻪ
"
اﻟﺧطﯾﺋﺔ واﻟﺗﻛﻔﯾر
"
، وﻋﻠﯾﻪ ﻓﻣﻘﺎرﺑﺔ اﻟﻐذاﻣﻲ ﻷدب ﺣﻣزة ﺷﺣﺎﺗﺔ ﻟﯾﺳت ﻣﻘﺎرﺑﺔ ﻧﺎﻗد أدﺑﻲ، ﯾﺗﺻﯾد
اﻟﺻور اﻟﺑﻼﻏﯾﺔ، أو ﯾﺗﻌﻘب ﻣواطن اﻟﻔﺗﺢ اﻟﻠﻐوي واﻟﻣﺟﺎزي واﻹﯾﻘﺎﻋﻲ،
وإﻧﻣﺎ ﻣﻘﺎرﺑﺗﻪ ﻣﻘﺎرﺑﺔ ﻧﺎﻗد
ﺛﻘﺎﻓﻲ، ﯾﻛرس ﻋﻼﻗﺎت ﻣﺧﺗﻠﺔ ﺑﯾن اﻟرﺟل واﻟﻣرأة
."
6(
).
وﻟﻌل ﺧﺻوﺻﯾﺔ اﻟﺗﺟرﺑﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﻐذاﻣﯾﺔ ﺳﯾﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﺷروع اﻟﻧﻘد اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ، ﻣﻛﻣﻧﻬﺎ
اﻣﺗدادﻫﺎ ﻣﻌرﻓﯾﺎ ﻓﻲ أﻛﺛر اﻟﻣﺳﺎﺣﺎت اﻟﻔﻠﺳﻔﯾﺔ واﻟﻧﻘدﯾﺔ ﺧﺻوﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ، اﻷﻣر اﻟذي
ﻣﻛن ﻻﺷﺗﻐﺎﻻﺗﻪ ﻗراءة
اﻟﻧﺳق اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﻓﻲ اﻟﻔﻛر اﻟﻌرﺑﻲ ﺑوﺻﻔﻪ ﻣﻌول اﻟﻬدم واﻟﺑﻧﺎء ﻟﻠﺑﻧﻰ اﻟﻌﻣﯾﻘﺔ
واﻟﺳطﺣﯾﺔ ﻟﻠﻣﻧﺟز اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﻣﺎﺿﯾﺎ ﺣﺎﺿرا وﻣﺳﺗﻘﺑﻼ
7(
).
ﺑل ﯾذﻫب أﺳﺎﻣﺔ اﻟﻣﻼ ﻓﻲ وﺻف ﺧﺻوﺻﯾﺔ ﺗﺟرﺑﺔ اﻟﻐذاﻣﻲ ﺑﺄﺳﻠوب طرﯾف
"..
ﻟﻬذا
ﺗﻣت
(
أﻏذﻣﺔ
)
اﻟﻣﺷروع وﺗم ﺗﻌﺎطﯾﻪ ﺑﺷدة وﻧﻬم، ﻓﻣﺎ ﻛﺎن ﻣﻧﻪ إﻻ أن ﯾطﺎﺑق ا
ﺳﻣﻪ ﻣﺳﻣﺎﻩ
..
ﺑل
وﯾﺳﺗﻌﯾن ﺑﻠﺳﺎن اﺑن ﻣﻧظور ﻟﺗﻔﺳﯾر ﻣطﺎﺑﻘﺔ اﺳﻣﻪ ﻟﻌﻣﻠﻪ ﻓﻬﺎ ﻫو
(
ﯾﻐذم اﻟﺷﻲء ﯾﻐﺗذم ﻏذﻣﺎ،
واﻏﺗذم اﻟﺷﻲء أﻛل ﻣﻧﻬم، وﻏذﻣﻪ ﻏذﻣﺎ أﻛﻠﻪ ﺑﺷدة وإﻓراط وﺷﻬوة، وﺗﻐذم اﻟﺷﻲء اﻏﺗذﻣﻪ، وﯾﻘﺎل
:
ﻫو ﯾﻐﺗذم ﻛل ﺷﻲء، إذا ﻛﺎن ﻛﺛﯾر اﻷﻛل، واﻟﻐذﻣﺔ
:
ﺑﺋر ﻛﺛﯾرة اﻟﻣﺎء
"
ﻟﯾﺷﻛك ﻋﻠﻰ ﻫذا
اﻷﺳﺎس
ﻓﻲ ﺻﺣﺔ ﻣﻘوﻟﺔ
"
دو ﺳوﺳﯾر
"
ﻓﻲ ﻣﺑدأ اﻻﻋﺗﺑﺎطﯾﺔ ﺑﯾن اﻻﺳم واﻟﻣﺳﻣﻰ، ﻓﺗﻣﺳﻲ
(
اﻟﻐذاﻣﯾﺔ
)
اﺳﻣﺎ داﻻ ﻋﻠﻰ اﻟﻧص ﻟﯾس ﺑوﺻﻔﻬﺎ اﺳﻣﺎ اﻋﺗﺑﺎطﯾﺎ ﻟﻣﻧﺗﺟﻪ، ﺑل ﻟﻛوﻧﻬﺎ ﺧﯾﺎرا ﻧﺻﯾﺎ ﻣﻛﺛﻔﺎ
8(
).
ﻟﻛن اﻟﻧﺎﻗد ﻣﻣدوح اﻟﺷﯾﺦ ﺻور اﻟﺗﺟرﺑﺔ اﻟﻐذاﻣﯾﺔ ﺗﺻوﯾرا ﻫو اﻷﻗرب واﻷﺻدق
-
ﻓﻲ
ﻧظرﻧﺎ
-
ﺣﯾث ﺷﺑ
ﻬﻪ ﺑدﻣﯾﺔ
"
اﻟﻣﺎﺗروﺷﻛﺎ
"
اﻟروﺳﯾﺔ اﻟﻣﻠوﻧﺔ ﺑﺎﻷﻟوان اﻟزاﻫﯾﺔ، وﻫﻲ دﻣﯾﺔ ﻛﺑﯾرة ﺗﺣوي
داﺧﻠﻬﺎ دﻣﻰ ﺑﺎﻟﺷﻛل ﻧﻔﺳﻪ، ﻟﻛﻧﻬﺎ ﺑﺄﺣﺟﺎم ﻣﺗﻧﺎﻗﺻﺔ
9(
).
ﻓﻣؤﻟﻔﺎﺗﻪ ﺑدءا ﻣن
"
اﻟﺧطﯾﺋﺔ واﻟﺗﻛﻔﯾر
"
واﻧﺗﻬﺎءا ب
"
اﻟﻔﻘﯾﻪ اﻟﻔﺿﺎﺋﻲ
"
ﯾرﺑطﻬﺎ وﺷﺎﺋﺞ ﻗوﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺟدﯾد اﻟرؤﯾﺔ ﻟﻠﺧطﺎب اﻹﺑداﻋﻲ اﻟﻌرﺑﻲ
.
2
-
ﻓﻲ ﻧﻘد
ﻣﺷروع اﻟﻧﻘد اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ
:
ﻣﺷروع ﺣداﺛﺔ أم ﻣﺷروع ﻏواﯾﺔ
:
أﺛﺎر ﺗﻠﻘﻲ اﻟﻧظرﯾﺎت واﻟﻣذاﻫب واﻟﻣﻧﺎﻫﺞ اﻟﻐرﺑﯾﺔ وﺗطﺑﯾﻘﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺷﻬد اﻟﻧﻘدي اﻟﻌرﺑﻲ
اﻟﺣدﯾث واﻟﻣﻌﺎﺻر، طﺎﺋﻔﺔ ﻛﺑﯾرة ﻣن ردود اﻷﻓﻌﺎل اﻟﻣؤﯾدة واﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ، ﺳﯾﻣﺎ أن ﻣرﺟﻌﯾﺎت
اﻟﻧﻘﺎد اﻟﻌرب اﻟﻣُﺗﺑﻧَﯾن ﻟﻬذﻩ اﻟﻧظرﯾﺎت، ﺗﻔﺎوﺗت ﺑ
ﯾن اﻟﻣرﺟﻌﯾﺔ اﻟﻔراﻧﻛوﻓوﻧﯾﺔ واﻟﻣرﺟﻌﯾﺔ
اﻷﻧﺟﻠوﺳﺎﻛﺳوﻧﯾﺔ، ﻣﻣﺎ ﻛﺎن ﺳﺑﺑﺎ ﻓﻲ اﺷﺗﻌﺎل ﺳﺟﺎﻻت ﻧﻘدﯾﺔ ﻋﻧﯾﻔﺔ اﻣﺗدت ﻟﺳﻧوات طوال ﺑﯾن
ﺑﻌض اﻟﻧﻘﺎد اﻟﻌرب اﻟﻣﺣدﺛﯾن، ﻣﻣن ﻛﺎن اﻟﻣُوﱠﺟﻪ اﻟﻐرﺑﻲ ﺣﺎﺿرا ﺑﻘوة ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﺎﺗﻬم، ﻓﻲ أﺷﻛﺎل
اﻟﻧﻘد اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﻓﻲ اﻟﺧطﺎب اﻟﻧﻘدي اﻟﻣﻌﺎﺻر ﻗراءة ﻓﻲ ﺗﻠﻘﻲ ﻣﺷروع ﻋﺑد اﷲ اﻟﻐداﻣﻲ
ﻧوال ﺑن ﺻﺎﻟﺢ
302
ﻣﺟﻠﺔ
اﻟﻤَﺨْﺒَﺮ
-
اﻟﻌدد اﻟﺣﺎدي ﻋﺷر
-
2015
اﻟﻣﻣﺎﺛﻠﺔ واﻟﻣﻘﺎﯾﺳﺔ واﻟﻣطﺎﺑﻘﺔ وﺿروب اﻟﺗﻣﺛل اﻷﺧرى، وﺑﯾن
ﺳواﻫم ﻣن اﻟذﯾن ﻛﺎﻧت ﺛﻘﺎﻓﺗﻬم
اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﻫﻲ اﻟﺳﺎﺋدة ﻓﻲ ﺗﻠﻘﯾﻬم وﻗراءاﺗﻬم
(
10
).
واﻟﺣﻘﯾﻘﺔ أن اﻟﻧﻘد اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﻗد ﺑدأ ﯾطل ﻋﻠﻰ اﻟﺳﺎﺣﺎت اﻟﻣﻌرﻓﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻘود اﻷﺧﯾرة ﻣن
اﻟﻘرن اﻟﻣﺎﺿﻲ، ﺑوﺻﻔﻪ ﺑدﯾﻼ ﻣن اﻟﻧﻘد اﻷدﺑﻲ، ﯾﺳﺗوﻋﺑﻪ وﯾﺗﺟﺎوزﻩ ﻓﻲ اﻟوﻗت ذاﺗﻪ، ﻓﺈذا ﻛﺎﻧت
ﻣﻬﻣﺔ اﻟﻧﻘد اﻷدﺑﻲ
ﺗﻘوﯾم اﻷﻋﻣﺎل اﻷدﺑﯾﺔ ﺑﻌد ﺗﺣﻠﯾﻠﻬﺎ واﻛﺗﺷﺎف ﻗواﻧﯾﻧﻬﺎ اﻟداﺧﻠﯾﺔ، ﻓﺈن اﻟﻧﻘد
اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﯾﺗﺟﺎوز ﻫذﻩ اﻟﻣﻬﻣﺔ ﻟﯾﺧﻠق ﺷﺑﻛﺔ ﻣن اﻟﺗداﺧﻼت اﻟﻣﻌرﻓﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻣل ﺣﻘول اﻟﻣﻌرﻓﺔ
اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ، اﻟﺳﺎﻋﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﻛﺷف ﻋن اﻷﻧﺳﺎق اﻟﻣﺿﻣرة ﻓﻲ اﻟﻧﺻوص اﻷدﺑﯾﺔ، اﻟﺗﻲ ﻟم ﯾﺗﻣﻛن
اﻟﻧﻘد اﻷدﺑﻲ ﻣن ﻛﺷﻔﻬﺎ
واﻟﻘﺑض ﻋﻠﯾﻬﺎ، إذ إن اﻟﻧﺻوص اﻷدﺑﯾﺔ ﺗﺧﻔﻲ ﻓﻲ ﺛﻧﺎﯾﺎﻫﺎ ﻣﺗوﻧﺎ أﺧرى
ﻏﯾر ﻣﺗون اﻟﻘﯾم اﻟﻔﻧﯾﺔ واﻟﺟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺧﻠﻔﻬﺎ ﻋﻼﻗﺎت اﻟﺗرﻛﯾب واﻟﺻورة واﻷﺳﻠوب واﻟدﻻﻟﺔ،
اﻟﺗﻲ ﯾﺳﻌﻰ اﻟﻧﺎﻗد اﻷدﺑﻲ إﻟﻰ إظﻬﺎرﻫﺎ، ﻣﺗوﻧﺎ ﺗﺻﻧﻊ ﺑﻧﯾﺔ ﺛﻘﺎﻓﯾﺔ، ﺗﻘوم ﺑﺗﺷﻛﯾﻠﻬﺎ ﻗﯾم اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ
وﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ وﺣﺿﺎرﯾﺔ، ﻋﺑ
ر ﻣﺳﺎرات زﻣﻧﯾﺔ ﻣﺗﻧﺎﻣﯾﺔ ﺗﺗﻐﻠﻐل ﻓﻲ ﺑﻧﯾﺔ اﻟﻧﺻوص اﻷدﺑﯾﺔ
وﺗوﺟﻬﻬﺎ
..(
11
)
إن ﻓﻛرة اﻟﺑﺣث ﻋن وظﯾﻔﺔ أﺧرى ﻏﯾر وظﯾﻔﺔ اﻟﻛﺷف ﻋن اﻟﺟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻧﺻوص
ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺳﺑﺑﺎ ﻓﻲ ﺳﺟﺎل ﺛﻘﺎﻓﻲ ﻛﺑﯾر ﺑﯾن اﻟﻧﻘﺎد اﻟﻌرب، ﻓﻠﻘد
أﺛﺎر ﻣﺷروع اﻟﻧﻘد اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ
ﺑﻌد ظﻬورﻩ ﻓﻲ اﻟﺳﺎﺣﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﺟدﻻ
واﺳﻌﺎ ﺑﯾن اﻟﻣﺛﻘﻔﯾن واﻟﻧﻘﺎد اﻟﻌرب ﺑﻣﺎ ﯾدﻋو ﻟﻘطﯾﻌﺔ
اﻟﻧﻘد اﻷدﺑﻲ، واﻟدﻋوة إﻟﻰ ﻧﻘد ﺛﻘﺎﻓﻲ أﻛﺛر ﺗﺣررا واﺗﺳﺎﻋﺎ، ﻣﻣﺎ أدى إﻟﻰ ظﻬور ﺗﯾﺎر ﻣﺣﺎﻓظ ﯾﻧﺑذ
ﻫذا اﻟﻔﻛر واﻻﻧﺳﯾﺎق وراءﻩ ﺑﻣﺎ ﯾﺣﻣﻠﻪ ﻣن ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻏرﺑﯾﺔ ﻣﺗﺣررة، ﯾﻘول ﯾوﺳف ﻋﺑد اﷲ
اﻷﻧﺻﺎري
: "..
ﻣﻣﺎ ﺟﻌل اﻟﻣﺛﻘف اﻟﻌرﺑﻲ ﻻ
ﯾﻘﺑل ﺑدﯾﻼ ﻟﻠﻔﻛر اﻹﺳﻼﻣﻲ وﯾرﻓض اﻟﺗﺑﻌﯾﺔ ﻟﻣﻧﺟز
اﻵﺧر، ﻷﻧﻪ ﯾﺣﻣل أﻓﻛﺎرا ﻣﺟﻬوﻟﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻣﺗﻌﺎطﯾﻪ، وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺳﺗﻛون ﻟﻪ آﺛﺎر ﻣﺟﻬوﻟﺔ،
واﻟﺧوض ﻓﻲ اﻟﻣﺟﻬول ﯾﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﺟرأة، وﻛﺛﯾرا ﻣﺎ ﺗرﻣﻲ اﻟﺟرأة ﺑﺻﻔﺎت ﻏﯾر ﻣﺣﻣودة ﻣﺛل
اﻟﺗﺣرر واﻻﻧﺣﻼل واﻟﻔﺳﺎد واﻹﻓﺳﺎد واﻻﺑﺗﻌﺎد ﻋن اﻟﻘﯾم
اﻷﺻﯾﻠﺔ
.."(
12
)
ﻓﻔﻛرة ﻏواﯾﺔ اﻟﻣﺷروع اﻟﻐذاﻣﻲ ﻧﺟدﻫﺎ ﺣﺎﺿرة ﻋﻧد اﻟﻧﻘﺎد اﻟﻌرب ﻣﻌﺎرﺿﯾن ﻛﺎﻧوا أم
ﻣﻧﺎﺻرﯾن أم ﻣﺗرددﯾن، ﻓﺿﯾﺎء اﻟﻛﻌﺑﻲ ﺗﻘر ﺑﻐواﯾﺔ اﻟﻣﺷروع اﻟﻐذاﻣﻲ وﺗﻘول
: "
وﻧظرا ﻹﻏراء
اﻟﻧﻣوذج اﻟﻐذاﻣﻲ ﻓﯾﻣﺎ أﺛﺎرﻩ وﯾﺛﯾرﻩ ﻣن إﺷﻛﺎﻻت ﻓﻲ اﻟﻣﺷﻬد اﻟﻧﻘدي اﻟﻌرﺑﻲ، ﻓﻘد اﺗﺧذﻧﺎ ﻧﻘدﻩ
اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ أﻧﻣوذﺟﺎ ﻟﻠﺧطﺎب اﻟﺳﺟﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﻧﻘد اﻟﻌرﺑﻲ ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ ﻣﺎ ﺑﻌد اﻟﺑﻧﯾوﯾﺔ وﻣﺎ ﺑﻌد
اﻟﻛوﻟوﻧﯾﺎﻟﯾﺔ
..."
(
13
)
ﻓﺎﻹﻏراء ﻓﻲ اﻟﻣﺷروع اﻟﻐذاﻣﻲ ﻻ ﯾوﺣﻲ ﺑﺎﻟﺿرورة ﺑﻔﺳﺎد اﻟﻔﻛرة أو ﺗﺿﻠﯾﻠﻬﺎ
ﻣﺠﻠﺔ اﻟ
ﻤَﺨْﺒَﺮ، أﺑﺤﺎث ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ واﻷدب اﻟﺠﺰاﺋﺮي
ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺴﻜﺮة
.
اﻟﺠﺰاﺋﺮ
303
ﻣﺟﻠﺔ
اﻟﻤَﺨْﺒَﺮ
-
اﻟﻌدد اﻟﺣﺎدي ﻋﺷر
-
2015
ﻟﻠﻣﺗﻠﻘﻲ، ﺑل ﻗد ﺗﻛون اﻟﻐواﯾﺔ ﻣن ﻣﻧطﻠق أﻫﻣﯾﺔ اﻟرؤﯾﺔ واﺧ
ﺗﻼﻓﻬﺎ
.
وﻟذﻟك ﺗواﺻل ﺿﯾﺎء
اﻟﻛﻌﺑﻲ
"..
.
وﻗد ﻛﺎﻧت ﺗطﺑﯾﻘﺎت اﻟﻧﻘد اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﻋرﺑﯾﺎ وﻻ ﺗزال، ﻣﺟﺎﻻ ﻟﺳﺟﺎﻻت ﻣﺗواﺻﻠﺔ ﺣول
ﺷرﻋﯾﺔ ﺗﻐﻠﻐل ﻣﺛل ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻧﻘد ﻓﻲ ﻣﺣﯾط ﯾﺗﻐﻠﻐل ﻓﯾﻪ اﻟﻧﻘد اﻷدﺑﻲ ﺗﻐﻠﻐﻼ ﻋﻣﯾﻘﺎ
"(
14
).
وﯾؤﻛد ﻋﻠﻲ اﻟدﻣﯾﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻘﺎل ﻟﻪ ﺑﻌﻧوان
: "
اﻟﻐذاﻣﻲ وﻏواﯾﺔ اﻟﺷﻌﺎر
"
ﻋن ﺗﻣﯾز ﻋﺑد اﷲ
اﻟﻐذاﻣﻲ ﺑﻣﻠﻛﺔ
اﻟﺗﺣرﯾض وإﺷﺎﻋﺔ ﻣﻧﺎخ اﻟﺷﻐب ﻓﻲ وﺳطﻧﺎ اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ، ﺑﻣﺎ ﯾﻠﻘﯾﻪ ﻓﯾﻪ ﻣن أﻓﻛﺎر
واﺟﺗﻬﺎدات ﺗﺣرك ﻣﺄﻟوﻓﻪ، وﺗﺳﺗﻔز ﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﻋﺎدات ﺗﻔﻛﯾرﻩ وﺗﻔﺎﺟﻰء ﻏواﯾﺔ اﻻﺧﺗﻼف ﻣﻌﻪ ﺣﺗﻰ
ﻣﻊ أﻗرب اﻟﻣﺛﻘﻔﯾن إﻟﯾﻪ
"(
15
)
وﻟﻌل ﻣرد أﻫﻣﯾﺔ ﻣﺷروع اﻟﻐذاﻣﻲ ﻓﻲ
"
اﻟﻧﻘد اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ
"
إﺛﺎرﺗﻪ ﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ ﻧظرﯾﺔ وﺛﻘﺎﻓﯾﺔ
ﻣطر
وﺣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟدراﺳﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ واﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ، وﺗﺗﻌﻠق ﺑﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻧﺎﻗد ﺗﺟﺎﻩ ﻣﺎ ﯾﻘرأﻩ وﺗﺟﺎﻩ
ﻣﺎ ﯾﺣدث ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻣﻪ ﻣن ﺟﻬﺔ، وﺑﻛﯾﻔﯾﺔ ﻗراءة اﻟﻧﺻوص اﻷدﺑﯾﺔ واﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ واﻷﻫداف واﻟﻐﺎﯾﺎت
اﻟﺗﻲ ﯾرﻣﻲ إﻟﯾﻬﺎ اﻟﻘﺎرئ ﻣن وراء ﻗراءﺗﻪ
.
3
-
ﻓﻲ
اﻟﺗﻧﺎﻗض واﻟﺿﺑﺎﺑﯾﺔ واﻟﻐﻠو
:
ﯾﻌد ﻣﺻطﻠﺢ اﻟﻧﻘد اﻟﺛ
ﻘﺎﻓﻲ واﺣدا ﻣن اﻟﻣﺻطﻠﺣﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﻣﻧﻔﺗﺣﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﻘول
ﻣﻌرﻓﯾﺔ ﻣﺗﻌددة، وﻟﻌل ﻫذا اﻻﻧﻔﺗﺎح ﻛﺎن ﺳﺑﺑﺎ ﻣن اﻷﺳﺑﺎب اﻟﺗﻲ أدت إﻟﻰ ﺗﻠك اﻟﺻﻌوﺑﺔ اﻟﻛﺑﯾرة
اﻟﺗﻲ ﯾواﺟﻬﻬﺎ اﻟﻧﺎﻗد إزاء ﻫذا اﻟﻣﺻطﻠﺢ وﻣﺣﺎوﻟﺔ ﺗﺣدﯾدﻩ وﺗﺄطﯾرﻩ ﻧﻘدﯾﺎ
.
ﻫذا إﻟﻰ ﺟﺎﻧب
اﻟﻣﺻطﻠﺣﺎت اﻟﺗﻲ ﺿﻣﻬﺎ اﻟﻣﺷروع واﻟﺗﻲ ﺷﺑﻌﻬﺎ
اﻟﻐذاﻣﻲ ﺑﺣﻣوﻻت ﺟدﯾدة ﻛﺎﻟﺟﻣﻠﺔ اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ،
واﻟﻧﺳق اﻟﻣﺿﻣر واﻟﻣﺟﺎز اﻟﻛﻠﻲ واﻟﺗورﯾﺔ اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ واﻟﻣؤﻟف اﻟﻣزودج
.
وﻟﻌل اﻟﺗﻧﺎﻗض اﻟذي ﯾﺷوب ﻣﺷروع اﻟﻐذاﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﻔﺎﻫﯾم واﻟﻣﻧﻬﺞ، أﻛﺛر اﻟﻣﺂﺧذ اﻟذي
ﺗﺗردد ﻋﻧد ﻧﺎﻗدﯾﻪ، ﻣن ذﻟك إﻋﻼﻧﻪ ﻣوت اﻟﻧﻘد اﻷدﺑﻲ ﻣن ﺟﻬﺔ، ﺛم ﻋدم إﻧﻛﺎر ﺿرورﺗﻪ ﻣ
ن
ﺟﻬﺔ ﺛﺎﻧﯾﺔ، ﯾﻛﺗب ﯾﺎﺳﯾن ﻛﻧﻲ ﻧﺎﻗدا اﺿطراب ﻓﻛر اﻟﻐذاﻣﻲ ﺗﺣت ﻋﻧوان
"
اﻟﻐذاﻣﻲ ﯾﻧﻬﻰ ﻋن
ﻣﻧﻛرا وﯾﺄﺗﻲ ﻣﺛﻠﻪ
" "...
ﻟطﺎﻟﻣﺎ ﻛرر اﻟﻐذاﻣﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺎﻣﻌﻧﺎ أﻧﻪ ﻻ ﯾرﯾد ﺑﻣﺷروﻋﻪ ﻟﻠﻧﻘد اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ أن
ﯾﻘﺻﻲ اﻟﻧﻘد اﻷدﺑﻲ، وﯾرﯾد أن ﯾﻌﻠن ﻋن ﻣوﺗﻪ، ﻟﻛﻧﻪ ﯾﻌود ﻣرات وﻣرات ﻟﯾﻘول ﺑﻣوت اﻟﻧظرﯾﺎت
وﯾﻘ
ﺻد اﻟﻧﻘد اﻷدﺑﻲ وﯾُظﻬر ﻋدم ﺟدواﻩ
...
وﻻ ﯾﺳﻊ اﻟﻘﺎرئ ﻟﻛﺗﺎب اﻟﻐذاﻣﻲ إﻻ أن ﯾﻼﺣظ
اﻟﺗﻧﺎﻗض اﻟذي ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﻐذاﻣﻲ ﺗﺟﺎوزﻩ، ﺑﯾن اﻋﺗﺑﺎر اﻟﻧﻘد اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﺑدﯾﻼ وﺑﯾن اﻟﺗداﺧل ﺑﯾن
اﻟﻧﻘدﯾن
..."
(
16
)
اﻟﻧﻘد اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﻓﻲ اﻟﺧطﺎب اﻟﻧﻘدي اﻟﻣﻌﺎﺻر ﻗراءة ﻓﻲ ﺗﻠﻘﻲ ﻣﺷروع ﻋﺑد اﷲ اﻟﻐداﻣﻲ
ﻧوال ﺑن ﺻﺎﻟﺢ
304
ﻣﺟﻠﺔ
اﻟﻤَﺨْﺒَﺮ
-
اﻟﻌدد اﻟﺣﺎدي ﻋﺷر
-
2015
ﯾﻧﺎﻗش ﻋدد ﻏﯾر ﻗﻠﯾل ﻣن اﻟﻧﻘﺎد اﻟﻌرب ﺗﻧﺎﻗض ﻗراءات اﻟﻐذاﻣﻲ ﻣﻊ ﺑﻌض ﻗﻧﺎﻋﺎﺗﻪ
اﻟﻧﻘد
ﯾﺔ، ﻧذﻛر ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺳﯾﺎق، ﻗﻧﺎﻋﺔ اﻟﻐذاﻣﻲ ﺑﻣﻘوﻟﺔ
(
ﻣوت اﻟﻣؤﻟف
)
اﻟﺑﺎرﺗﯾﺔ ﻻ ﺑﻣﻌﻧﻰ اﻧﻐﻼق
اﻟﻧص ﻋﻠﻰ ذاﺗﻪ ﻋﻠﻰ طرﯾﻘﺔ اﻟﺷﻛﻼﻧﯾﯾن، ﺑل ﻛﻣﻘوﻟﺔ وﺿﻌت ﺣدا ﻟﻠﻣﻧﺎﻫﺞ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ
ﻓﻲ دراﺳﺔ اﻷدب ﺑﺳﺑب ﺗﺟﺎوزﻫﺎ اﻟﻌﻣل اﻷدﺑﻲ ﻧﻔﺳﻪ، وأﻋﺎدت اﻻﻋﺗﺑﺎر ﻟﻬذا اﻟﻌﻣل ﺑوﺻﻔﻪ ﺑﻧﯾﺔ
ﻛﻠﯾﺔ
ﺗﺣﻣل دﻻﻻﺗﻬﺎ اﻟﺧﺎﺻﺔ
...
ﻏﯾر أن ﻣﺎ ﻧﻼﺣظﻪ أن اﻟﻧﺎﻗد ﺳرﻋﺎن ﻣﺎ ﯾﺗﺧﻠﻰ ﻋن ﻗﻧﺎﻋﺎﺗﻪ
اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻫذﻩ ﻣﺗطرﻗﺎ إﻟﻰ اﻟﺳﻠوﻛﯾﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺄﺻﺣﺎب اﻟﻧﺻوص، إﻟﻰ ﺳﻣﺎﺗﻬم اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻋﻠﻰ
طرﯾﻘﺔ اﻟﻧﻘد اﻻﻧطﺑﺎﻋﻲ اﻟﻘدﯾم، اﻟذي ﻻ ﯾﺧﻠو ﻣن اﻷﺣﻛﺎم اﻷﺧﻼﻗﯾﺔ ﻟﻠﻧﺎﻗد، ﻓﻧراﻩ ﯾﻧﻘد أدوﻧﯾس
ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟ
ﻣﺛﺎل
"(
17
)
ﻓﻲ ﻣﺷروع اﻟﻧﻘد اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ اﻟذي طرﺣﻪ اﻟﻐذاﻣﻲ ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﻪ اﻟﻣوﺳوم ﺑﺎﻟﻌﻧوان ﻧﻔﺳﻪ ﻣذﯾل
ﺑﺟﻣﻠﺔ
"
ﻗراءة ﻓﻲ اﻷﻧﺳﺎق اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ
"
ﯾﺗﻧﺎول اﻟﻧﺎﻗد ﻋدﯾد اﻟﻣﺻطﻠﺣﺎت ﺑﻣﻔﺎﻫﯾم ﺟدﯾدة
ﻛﺎﻟﻧﺳق اﻟﻣﺿﻣر واﻟﺗورﯾﺔ اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ واﻟﺟﻣﻠﺔ اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ وﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻟﺟﻣل اﻟﻣﺷﺑﻌﺔ ﺑرؤى ﺟدﯾدة ﻓ
اﻟﻧﻘد اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ، وﻟﻬذا اﻟﺳﺑب ﺗﻠﻘﻰ اﻟﻐذاﻣﻲ واﺑﻼ ﻣن اﻟﻧﻘد ﺣول ﺿﺑﺎﺑﯾﺔ اﻟﻣﺷروع ﻧﻔﺳﻪ، ﺑﻣﻔﺎﻫﯾﻣﻪ
وﺗطﺑﯾﻘﺎﺗﻪ وآﻟﯾﺎﺗﻪ
.
ﻣن ذﻟك ﻣﻔﻬوم اﻟﻣؤﺳﺳﺎﺗﯾﺔ
"..
ﻣن اﻟواﺿﺢ أن ﻣﻔﻬوم
اﻟﻣؤﺳﺳﺎﺗﯾﺔ ﻋﻧد
اﻟدﻛﺗور ﻋﺑد اﷲ اﻟﻐذاﻣﻲ، ﻣﻔﻬوم ﻓﯾﻪ ﺿﺑﺎﺑﯾﺔ ﻛﺑﯾرة وﻋﺗﻣﺔ ﻣﺿﻠﻠﺔ ﻟﻠﻘﺎرئ ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺷﺄن ﻓﻲ
اﻟﻧﻘد اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ
...
وﻻ ﯾﺧﻔﻰ أن اﻻﺿطراب ﻓﻲ ﻣﺻطﻠﺢ اﻟﻣؤﺳﺳﺎﺗﯾﺔ ﺟﻌﻠﻧﺎ أﻣﺎم ﺣﯾرة ﻓﻲ ﺑﻌض
اﻟﻣﺻطﻠﺣﺎت اﻟﺗﻲ أطﻠﻘﻬﺎ اﻟﻐذاﻣﻲ، ﻓﻧراﻩ ﯾﺟﻌل ﻣرة ﻣﺻطﻠﺢ
"
اﻷدﺑﯾﺔ
"
ﻣﻔﻬوﻣﺎ ﻣؤﺳﺳﺎﺗﯾﺎ
ﻣﻬﯾﻣﻧﺎ، وﻣرة أﺧرى ﻧراﻩ ﯾﺟﻌﻠﻬﺎ ﺧﺎرج اﻟﺗﺻور اﻟﻣؤﺳﺳﺎﺗﻲ
.."(
18
)
ورﺑﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﻧﻘد اﻟذي واﺟﻬﻪ اﻟﻐذاﻣﻲ ﺣول
ﻋدم ﺗﺣدﯾدﻩ ﻟﻣﺻطﻠﺢ
"
اﻟﻧﺳق اﻟﻣﺿﻣر
"
أﻛﺛر اﻟﻣﺂﺧذ اﻟذي ﺗﺳﻠل ﻣﻧﻬﺎ اﻟﻧﻘﺎد اﻟﻌرب ﻟﯾﺳﻔﻬوا اﻟﻣﺷروع ﻣرة وﯾﺗﻔﻬوﻩ ﻣرة أﺧرى، ﻓﻌﺑد اﻟﻧﺑﻲ
اﺻطﯾف ﯾﺷﯾر ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺎﺟﻠﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺟﻣﻌﺗﻪ ﺑﺎﻟﻐذاﻣﻲ إﻟﻰ ﻫذﻩ اﻟورطﺔ اﻟﺗﻲ وﺿﻊ
اﻟﻐذاﻣﻲ ﻧﻔﺳﻪ ﻓﯾﻬﺎ، ﺑﺈﻏﻔﺎﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﻻ ﯾﻛﺎد ﯾﺻدق، ﻟﺗﻌرﯾف ﻫذ
ا اﻟﻣﻔﻬوم اﻟﻣرﻛزي ﻓﻲ دﻋوﺗﻪ
وﻻ ﺳﯾﻣﺎ أﻧﻪ ﯾﻧﺳب إﻟﯾﻪ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻣﺻطﻠﺣﺎت واﻟﻣﻔﺎﻫﯾم اﻷﺧرى ﻣن ﻣﺛل
:
اﻟﻣﻛﺑوت اﻟﻧﺳﻘﻲ،
واﻟﻣﻛون اﻟﻧﺳﻘﻲ، واﻟﺣس اﻟﻧﺳﻘﻲ، واﻟﻧﺳق اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ، واﻟﻌﯾب اﻟﻧﺳﻘﻲ، واﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻧﺳﻘﯾﺔ، واﻟدﻻﻟﺔ
اﻟﻧﺳﻘﯾﺔ، واﻟﻣﺿﻣر اﻟﻧﺳﻘﻲ، واﻟﻧﻣط اﻟﻧﺳﻘﻲ اﻟﻣﺗﻣﻛن
.
ﺛم ﯾﺗﺳﺎءل
ﻛﯾف ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻘﺎرىء أن ﯾﺗﺎﺑﻊ
ﻣﺣﺎﺟﺔ اﻟﻐذاﻣﻲ وﻫو ﯾﺻول وﯾﺟول ﻓﻲ دﻓﺎﻋﻪ اﻟﻣﺳﺗﻣﯾت ﻋن ﻫذا اﻟﻣﺟﻬول أو اﻟﻧﺳق دون أن
ﯾﺳﻌﻔﻪ وﻟو ﺑﺗﻌرﯾف ﺑﺳﯾط ﯾﯾﺳر ﻋﻠﯾﻪ ﺻﺣﺑﺗﻪ ﻓﻲ ﻛﻔﺎﺣﻪ ﻣن أﺟل اﻟﻧﻘد اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ
(
19
).
ﻣﺠﻠﺔ اﻟ
ﻤَﺨْﺒَﺮ، أﺑﺤﺎث ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ واﻷدب اﻟﺠﺰاﺋﺮي
ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺴﻜﺮة
.
اﻟﺠﺰاﺋﺮ
305
ﻣﺟﻠﺔ
اﻟﻤَﺨْﺒَﺮ
-
اﻟﻌدد اﻟﺣﺎدي ﻋﺷر
-
2015
وإﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﻋﯾب اﻟﺿﺑﺎﺑﯾﺔ وﻋدم اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ ﺗوﺿﯾﺢ اﻟﻣﺻطﻠﺣﺎت، ﯾرى ﻛﺛﯾر ﻣن
اﻟﻧﻘﺎد أن ا
ﻟﻐذاﻣﻲ ﻓﻲ ﻣﺷروﻋﻪ ﻛﺎن ﻣﺗطرﻓﺎ ﻓﻲ أﺣﻛﺎﻣﻪ، ﻣﻌﻣﻣﺎ ﻛﺛﯾرا ﻣﻧﻬﺎ، ﻓﻘد ﻻﺣظ ﻋﺑد اﷲ
إﺑراﻫﯾم ﻓﻲ ﺗﺿﺎﻋﯾف ﻛﺗﺎب
"
اﻟﻧﻘد اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ
"
ﻛﯾف ﯾﻘوم اﻟﻐذاﻣﻲ ﺑﺎﻧﺗﻘﺎء ﺟزﺋﯾﺎت ﯾﺿﺧﻣﻬﺎ،
وﯾﺟﻌل ﻣﻧﻬﺎ ﻗﺎﻧوﻧﺎ ﻣﺗﺣﻛﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﻲ ﯾروم اﻟوﺻول إﻟﯾﻬﺎ
.
ﻫذا اﻟﻣﻧﻬﺞ ﻓﻲ اﻧﺗﻘﺎء
اﻟﻣﻌطﯾﺎت وﺗرﻛﯾﺑﻬﺎ وﺗﺣ
ﻠﯾﻠﻬﺎ، أدى
ﻓﻲ ﻧظرﻩ
-
إﻟﻰ ﻧﺗﺎﺋﺞ ﺧطﯾرة، وﻓﻲ ﻣﻘدﻣﺔ ذﻟك اﻟﺑﺣث
واﻟﺗﻔﺗﯾش ﻋن اﻷدﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺑرﻫن ﻋﻠﻰ ﻓﻛرة ﻗﺑﻠﯾﺔ
.
ﻓﻛﻠﻣﺎ ﻋﺛر اﻟﻐذاﻣﻲ ﻋﻠﻰ إﺷﺎرة داﻟﺔ ﻋﻠﻰ
اﻻﻓﺗﺧﺎر واﻟﻔﺣوﻟﺔ واﻟﺗﻌﺎظم ﻗﺎل
(
وﻫذﻩ ﺟﻣﻠﺔ ﻧﺳﻘﯾﺔ ﺛﻘﺎﻓﯾﺔ
)(
20
).
ﻣن ﻫذا اﻟﻣﻧطﻠق ﯾرى اﻟﻧﺎﻗد ﻋﺑد اﷲ إﺑراﻫﯾم أن أﺳﻠوب
اﻟﺗﻔﺗﯾش ﻋن اﻟﻣﻌطﯾﺎت
واﻟﺑراﻫﯾن ﯾﺣول دون اﻻﻧﻐﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻛﻠﻲ اﻟﺷﺎﻣل ﻟﻸﻧﺳﺎق اﻟﻛﺑرى اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﺗﻛون
ﻫﻲ اﻟﻣوﺿوع اﻟرﺋﯾس ﻟﻠﺗﺣﻠﯾل
.
وﺑﺎﻟرﻏم ﻣن أﻧﻪ ﯾﻌﺗرف ﺑﺄن ﺗﺣﻠﯾﻼت اﻟﻐذاﻣﻲ ﻻﻣﻌﺔ وﻋﻣﯾﻘﺔ وﻣﺛﯾرة ﻟﻼﻫﺗﻣﺎم، إﻻ أن
ﺷﯾوع اﻟروح اﻟﺗﻔﺗﯾﺷﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌزل أدﻟﺔ ﻣﻔردة ﻋن
ﺳﯾﺎﻗﺎﺗﻬﺎ، واﺳﺗﻧﺑﺎط ﻧﺗﺎﺋﺞ ﺛﺎﺑﺗﺔ وﻧﻬﺎﺋﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ،
ﯾﻌﯾدﻧﺎ إﻟﻰ اﻟﻧﻘد اﻟﺗﻘﻠﯾدي اﻟذي دﻋﺎ اﻟﻐذاﻣﻲ ﻧﻔﺳﻪ إﻟﻰ ﺗﺧرﯾب رﻛﺎﺋزﻩ
(
21
).
وﯾﻧﺗﻘد ﯾوﺳف ﺣﺎﻣد ﺟﺎﺑر ﻫذﻩ اﻟﻧظرة اﻟﻣﻐﺎﻟﯾﺔ ﻟﺳﻠﺑﯾﺔ اﻟﺷﻌر اﻟﻌرﺑﻲ، وﺗﻛرﯾﺳﻪ
-
ﻓﻲ
ﻧظر اﻟﻐذاﻣﻲ
-
ﻟﻘﯾم اﻟﻛذب واﻟطﻣﻊ واﻟﺷﺣﺎذة، وﯾرى أن اﻟﻐذاﻣﻲ ﺗﻐﺎﻓل ﻋن ﻣ
ﻛﺎرم اﻷﺧﻼق
ﻛﺎﻟﻛرم واﻟﻌﻔﺔ واﻟﻣروءة واﻟوﻓﺎء، وﻏﯾرﻫﺎ، وﻫﻲ اﻟﻣﻛﺎرم ﻧﻔﺳﻬﺎ اﻟﺗﻲ ﺣﻔظﻬﺎ اﻟﺷﻌر، وأﻛد ﻋﻠﯾﻬﺎ،
ﺑوﺻﻔﻪ ﺣﺎﻓظﺎ ﻟﻬوﯾﺔ اﻷﻣﺔ، وﻣﺟﺳدا ﻟروﺣﻬﺎ وﺛﻘﺎﻓﺗﻬﺎ، ﻓﺎﻟﻘﯾم اﻟﺷﻌرﯾﺔ ﻟﯾﺳت ﺟﻣﯾﻌﻬﺎ ﻗﯾم اﻟﺑﻐﻲ
واﻻﺳﺗﻛﺑﺎر واﻟﻔﺧر ﺑﺎﻷﺻل اﻟﻘﺑﻠﻲ
.
وﯾﻘول
"
ﻟو أن اﻟﻐذاﻣﻲ ﺳﻌﻰ وراء ﻣﻌﺎﻧﻲ
اﻟﻛرم واﻟوﻓﺎء
واﻟﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺿﻣﻧﻬﺎ اﻟﺷﻌر اﻟﺟﺎﻫﻠﻲ، واﻟﺷﻌر اﻟذي ﺗﻼﻩ، ﻟﻛﺎن أدرك اﻟﺣدود اﻟﺷﺎذة ﻟﻠﻘﯾم
اﻟﺷﻌرﯾﺔ اﻟﺗﻲ أوردﻫﺎ ﻫﻧﺎ، وأن اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ اﻹﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ﻫﻲ اﻷﺻل، وﻣﺎ ﻋداﻫﺎ ﺷﺎذ وﻏرﯾزي ﯾﺗﺑﻊ
ﺳﻠوك اﻹﻧﺳﺎن ﻏﯾر اﻟﻣﻧﺿﺑط
"(
22
).
ﻫذا اﻟﺗطرف ﻓﻲ اﻷﺣﻛﺎم واﺟﺗزاء ﺑﻌض اﻟﻧﻣﺎذج ﻣن
اﻟﺷﻌر اﻟﻘدﯾم ﻟﻠﺣﻛم ﺑﻧﺳﻘﯾﺗﻪ
وطﻐﯾﺎﻧﻪ، ﺟﻌل اﻟﻐذاﻣﻲ ﻓﻲ ﻧظر ﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻧﻘﺎد، ﯾﻘﻊ ﻓﻲ أﺧطﺎء ﻣﻧﻬﺟﯾﺔ، ﺗﺣﯾد ﺑﻪ ﻋن أﺳس
اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ، ذﻟك أﻧﻪ ﯾﺑدأ ﺑﺎﻟﻧﺗﯾﺟﺔ أوﻻ، ﺛم ﯾﻘوم ﺑﻌد ذﻟك ﺑﺗدﻋﯾﻣﻬﺎ، وﺑث اﻟروح ﻓﯾﻬﺎ، ﻣﺧﺎﻟﻔﺎ
ﻓﻲ ذﻟك ﻗواﻋد اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ، وﻟذﻟك ﺟﺎءت أﺣﻛﺎﻣﻪ ﻣﺟﺗزﺋﺔ، ﻣن ذﻟ
ك إﯾراد اﻟﻐذاﻣﻲ ﻟﺷواﻫد
ﻣن اﻷﺛر اﻟﺷرﯾف، ﻟﯾدم ﻓﻛرة ﺗﺳﻔﯾﻪ اﻟﺷﻌر ﻛﻣﺎ ﻓﻲ ﻗول اﻟﻧﺑﻲ
(
ص
): "
ﻷن ﯾﻣﺗﻠﺊ ﺟوف أﺣدﻛم
اﻟﻧﻘد اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﻓﻲ اﻟﺧطﺎب اﻟﻧﻘدي اﻟﻣﻌﺎﺻر ﻗراءة ﻓﻲ ﺗﻠﻘﻲ ﻣﺷروع ﻋﺑد اﷲ اﻟﻐداﻣﻲ
ﻧوال ﺑن ﺻﺎﻟﺢ
306
ﻣﺟﻠﺔ
اﻟﻤَﺨْﺒَﺮ
-
اﻟﻌدد اﻟﺣﺎدي ﻋﺷر
-
2015
ﻗﯾﺣﺎ ﺣﺗﻰ ﯾرﯾﻪ، ﺧﯾر ﻟﻪ ﻣن أن ﯾﻣﺗﻠﺊ ﺷﻌرا
"
وﯾﻌﻠق ﻋﻠﻰ ﻗول اﻟﻧﺑﻲ اﻟﻛرﯾم
"
وﻫذا أول ﻣوﻗف
ﻣﺿﺎد ﻟﻠﺷﻌر
"
ﻓﻲ ﺣﯾن
-
ﻣﺛﻠﻣﺎ ﯾرى ﯾوﺳف ﺣﺎﻣد ﺟﺎﺑر
-
ﯾﻐﻔل ﻗول اﻟﻧﺑﻲ
(
ص
): "
إن ﻣ
ن
اﻟﺷﻌر ﻟﺣﻛﻣﺔ وإن ﻣن اﻟﺑﯾﺎن ﻟﺳﺣرا
".
وﯾﻌﻠل ﯾوﺳف ﺣﺎﻣد ﺟﺎﺑر ﺿﻌف اﻟدرع اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻠﺢ ﺑﻬﺎ اﻟﻐذاﻣﻲ ﻓﻲ إﺛﺑﺎت اﻧﺣطﺎط
اﻟﺷﻌر اﻟﻌرﺑﻲ وزﯾﻔﻪ ﺑﺄن ﻣوﻗف اﻟرﺳول اﻟذي ﻗدﻣﻪ اﻟﻐذاﻣﻲ، إﻧﻣﺎ ﻫو ﻣرﺗﺑط ﺑﺳﯾﺎﻗﻪ اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ،
وﻛﺎن اﻟﻬدف ﻣﻧﻪ اﻟوﻗوف ﻓﻲ وﺟﻪ ﺷﻌراء ﻗرﯾش وﻣن ﯾﺳﺎﻧدﻫم، ﻣﻣن اﻓﺗروا ﻋﻠ
ﻰ اﷲ واﻟرﺳول
واﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻛذﺑﺎ و زورا
(
23
).
4
-
ﻓﻲ ﻧﻘد
اﻟرؤﯾﺔ واﻟﻧظرﯾﺔ
:
ﯾﺗﻣﯾز اﻟﻧﻘد اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﺑﻧظر اﻟﻐذاﻣﻲ، ﻋن اﻟﻧﻘد اﻷدﺑﻲ ﺑﻛوﻧﻪ ﯾﺣﻘق أرﺑﻊ ﻧﻘﻼت إﺟراﺋﯾﺔ
ﻓﻲ اﻟﻣﺻطﻠﺢ ذاﺗﻪ، وﻓﻲ اﻟﻣﻔﻬوم، وﻓﻲ اﻟوظﯾﻔﺔ، وﻓﻲ اﻟﺗطﺑﯾق
.
ﻓﻧﻘﻠﺔ اﻟﻣﺻطﻠﺢ ﺗﺷﻣل ﻋﻧﺎﺻر
اﻟرﺳﺎﻟﺔ أو اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻧﺳﻘﯾﺔ، وا
ﻟﻣﺟﺎز، واﻟﺗورﯾﺔ اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ، وﻧوع اﻟدﻻﻟﺔ، واﻟﺟﻣﻠﺔ اﻟﻧوﻋﯾﺔ واﻟﻣؤﻟف
اﻟﻣزدوج
.
وأﻫم ﺷﻲء ﻣﻠﻔت ﻟﻠﻧظر ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻧﻘﻠﺔ اﻻﺻطﻼﺣﯾﺔ ﻫو إدﺧﺎل اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻧﺳﻘﯾﺔ
إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟوظﺎﺋف اﻟﺳت ﻟﻠﻐﺔ، ﻛﻣﺎ ﺣددﻫﺎ روﻣﺎن ﯾﺎﻛوﺑﺳون، ﻓﻲ اﻟﻧﻔﻌﯾﺔ واﻟﺗﻌﺑﯾرﯾﺔ
واﻟﻣرﺟﻌﯾﺔ واﻟﻣﻌﺟﻣﯾﺔ واﻟﺗﻧﺑﯾﻬﯾﺔ واﻟﺷﺎ
ﻋرﯾﺔ أو اﻟﺟﻣﺎﻟﯾﺔ
.
ﻓﺈﺿﺎﻓﺔ اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻧﺳﻘﯾﺔ ﯾﺳﻣﺢ ﻟﻧﺎ
ﺑﺗوﺟﯾﻪ اﻟﻧظر ﻧﺣو اﻷﺑﻌﺎد اﻟﻧﺳﻘﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺣﻛم ﻓﻲ ﺧطﺎﺑﺎﺗﻧﺎ، واﻟﻛﺷف ﻋن ﻫذﻩ اﻟوظﯾﻔﺔ ﻫو
ﻣﺑدأ أﺳﺎس ﻣن ﻣﺑﺎدئ اﻟﻧﻘد اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ، ﺑل ﻫﻲ ﻣﻧطﻠﻘﻪ اﻟﻧﻘدي وأﺳﺎﺳﻪ اﻟﻣﻧﻬﺟﻲ، وﯾﺗﺣول اﻟﻧص
ﺑﻌدﻫﺎ ﻣن ﻣﺟرد ﺗﺟل أدﺑﻲ إﻟﻰ ﺣﺎدﺛﺔ ﺛﻘﺎﻓﯾﺔ
(
24
).
ﻣن اﻟﻣﻔﺎﻫﯾم اﻟﻣﺣورﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻋزا إﻟﯾﻬﺎ اﻟﻐذاﻣﻲ اﻟﺧﻠل اﻟﻧﺳﻘﻲ ﻓﻲ اﻟذات اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻣﻔﻬوم
اﻟﺷﻌرﻧﺔ، ﻓﻘد ﺻك ﻋﺑد اﷲ اﻟﻐذاﻣﻲ ﻓﻲ ﻣﺷروع ﻧﻘدﻩ اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺻطﻠﺢ
"
ﻣن ﺧﻼل رﺻدﻩ
ﻟﻠﻌﺑﺔ اﻟﻧﺳق اﻟﺷﻌري ﻓﻲ اﻟذات واﻟﻘﯾم اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻋﺑر ﻗدرﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﻔﺣل اﻟﺷﻌري
واﻟطﺎﻏﯾﺔ، ﻹﻧﺗﺎﺟﻪ
ﺗﻠك اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺧﺎدﻋﺔ اﻟﺗﻲ ﺗظﻬر ﻣﺎ ﻻ ﺗﺿﻣر ﻓﯾﻧﺷﺄ ﺧداع اﻟﺑﺻر وﺗﻧﺳﺞ
اﻟﺷﻌرﻧﺔ وﺗﻘﺎم ﻣﻣﻠﻛﺔ اﻷﺣﺎدي واﻟﻣﺻﺎدر واﻟﻣﻛرس ﻟﻠذات
.
ﻟذﻟك ﻓﺈن اﻟﻬدف اﻟذي ﯾﺳﻌﻰ اﻟﻐذاﻣﻲ ﻟﻠوﺻول إﻟﯾﻪ ﻣن ﻣﺷروﻋﻪ ﻫذا، ﻫو أن ﻫذﻩ
اﻷﻧﺳﺎق اﻟﻣﺿﻣرة ﻓﻲ اﻟﻧﺻوص اﻟﺷﻌرﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ، ﻫﻲ اﻟﺗﻲ أﻧﺗﺟت ﻣﻔﺎﻫﯾم اﻟﻔﺣوﻟﺔ
اﻟﺷﻌرﯾﺔ،
اﻟﺗﻲ ﻣن ﺳﻣﺎﺗﻬﺎ، اﻟﺗﻌﺎﻟﻲ، وﻋﺷق اﻟذات واﻟﺗﻣﺎﯾز ﺑﯾن اﻵﺧرﯾن، واﺣﺗﻛﺎر اﻟﻘﯾم اﻟﺗﻲ أﻧﺗﺟت
ﺑدورﻫﺎ ﻣﻔﺎﻫﯾم اﻟﻔﺣوﻟﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ، ﺑﻣﺎ ﻣﺎرﺳﻪ ﻣن طﻐﯾﺎن ﺳﯾﺎﺳﻲ واﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻋﺑر اﻟﻌﺻور
(
25
).
ﻣﺠﻠﺔ اﻟ
ﻤَﺨْﺒَﺮ، أﺑﺤﺎث ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ واﻷدب اﻟﺠﺰاﺋﺮي
ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺴﻜﺮة
.
اﻟﺠﺰاﺋﺮ
307
ﻣﺟﻠﺔ
اﻟﻤَﺨْﺒَﺮ
-
اﻟﻌدد اﻟﺣﺎدي ﻋﺷر
-
2015
ﻓﺄدوﻧﯾس
-
ﻓﻲ ﻧظر اﻟﻐذاﻣﻲ
-
ﺻﺎﺣب ﺣداﺛﺔ رﺟﻌﯾﺔ، ﺻﻧﻊ ﺷﻌرا ﺟﻣﯾﻼ وﺧﻼﺑﺎ، ﻟﻛن
ﻫذﻩ اﻟﺟﻣﺎﻟﯾﺔ
ﻻ ﺗﺿﯾف ﺷﯾﺋﺎ ﺟدﯾدا ﺟدة ﺟوﻫرﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ، ذﻟك ﻷن اﻟﺷﻌر ﻣﻧذ
ﻣﻌرﻓﺔ اﻹﻧﺳﺎن ﺑﻪ ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ أﺳس ﺧﺎﻟﺻﺔ اﻟﺷﻌرﯾﺔ، وﻟﻘد ﺗﺷﺑﻌت اﻟذات اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﺑﻬﺎ ﻣﻧذ اﻷزل،
وﻫﻲ ﻣﺎ أﺳﻬم ﻓﻲ ﺷﻌرﻧﺔ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ، وﺻﺑﻐﻬﺎ ﺑﺎﻟﺻﺑﻐﺔ اﻟﺷﻌرﯾﺔ، ﺣﺗﻰ ﺻﺎر اﻟﻧﻣوذج
اﻟﺷﻌري ﻫو اﻟﺻﺑﻐﺔ اﻟﺟوﻫرﯾ
ﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﻠك واﻟرؤﯾﺔ
.
وﯾﺗﺳﺎءل ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز اﻟﺳﺑﯾل ﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧت اﻟﺳﻠﺑﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺣوﯾﻬﺎ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻌرﺑﻲ
ﺟﺎءت ﺑﺳﺑب اﻟﺷﻌر، وﻫل ﻣﺟرد اﻟﺗﺷﺎﺑﻪ ﺑﯾن ﻣﺎ ﯾﺣدث ﻓﻲ اﻟﺷﻌر وﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﯾﺟﻌﻠﻧﺎ ﻧﺻل
إﻟﻰ ﻫذﻩ اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ؟ ﺑل ﯾطرح ﺳؤاﻻ أﻋﻣق ﯾﻘض رؤﯾﺔ اﻟﻐذاﻣﻲ ﻣن أرﻛﺎﻧﻬﺎ، وﻫو
:
ﻫل ﻣﺎ ﯾﺣدث
ﻓﻲ
اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻌرﺑﻲ ﯾﺄﺗﻲ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻠﺗﺄﺛر ﺑﺎﻟﻘول اﻟﺷﻌري أم ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻠواﻗﻊ اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ اﻟذي ﻋﺎﺷﻪ
اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻌرﺑﻲ ﻋﺑر ﻋﺻورﻩ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ
.
واﻟﺳؤال اﻟذي ﯾﺟب أن ﯾطرح ﻫو ﻫل ﻧﺣن أﻣﺎم ﺷﻌرﻧﺔ
أم أﻣﺎم ﺳﯾﺳﻧﺔ؟ وﺑﺎﻟرﻏم ﻣن أن اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ واﺣدة إﻻ أن اﻟﻣﺻدر ﻣﺧﺗﻠف
.
ﻣن ﻫﻧﺎ ﻛﺎن اﻟﻐذاﻣﻲ
ﯾﺗوﻟﻰ اﻟدﻓ
ﺎع ﻋن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ وﻟو ﺑطرﯾق ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷر، وذﻟك ﺑﺗﺣﻣﯾل اﻟﺷﻌراء ﻓﻘط
ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺗﺧﻠف اﻷﻣﺔ
(
26
).
وإن ﻛﺎن اﻟﻧﺎﻗد ﻻ ﯾﺑرىء ﺳﺎﺣﺔ اﻟﺷﻌر واﻟﺷﺎﻋر، ﻟﻛﻧﻪ ﯾﺿﻊ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻷﻛﺑر ﻋﻠﻰ
اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ اﻟﻌرﺑﻲ ﻋﺑر ﻋﺻورﻩ، ﺑدﻟﯾل أرﺑﻌﯾن ﻋﺎﻣﺎ ﻣن ﻋﺻر ﺻدر اﻹﺳﻼم واﻟذي ﻟم
ﯾﻛن ﻋﺻرا ﺷﻌر
ﯾﺎ ﺑﺎﻋﺗراف اﻟﻐذاﻣﻲ ﻧﻔﺳﻪ، ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن أﻧﻪ ﯾﻌدﻫﺎ ﺣﺎﻟﺔ اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻻ
ﺗﻧطﺑق ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻧظرﯾﺔ، وﻻ ﯾﻘف ﻋﻧدﻫﺎ
.
ﻟﻛﻧﻪ ﻟم ﯾﺗﻣﻛن ﻣن ﺗﻔﺳﯾرﻫﺎ، ﻷن ذﻟك ﺳﯾﺣول اﻟﺧﻠل
اﻟﻧﺳﻘﻲ ﻣن اﻟﺷﻌر إﻟﻰ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ
.
ﻓﺈذا ﻛﺎﻧت ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟطﺎﻏﯾﺔ ﻗد ﺑدأت ﻣن اﻟﻌﺻر اﻟﺟﺎﻫﻠﻲ
ﻋﺑر اﻟﻠﻌﺑﺔ اﻟﺷﻌرﯾﺔ ﺑﯾن ا
ﻟﻣﺎدح واﻟﻣﻣدوح، ﻓﺈن ﻋﺻر اﻟﺧﻼﻓﺔ اﻟراﺷدة ﻛﺳر ﻫذا اﻟﻧﺳق، وﻫذا
ﯾؤﻛد أن اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ أﺳﺎﺳﻬﺎ
"
اﻟﺳﯾﺳﻧﺔ
ﻻ"
"
اﻟﺷﻌرﻧﺔ
".
ﻓﻣﺳﺄﻟﺔ ﻋدم اﺣﺗﻔﺎء اﻟﺧﻠﻔﺎء اﻟراﺷدﯾن ﺑﺎﻟﺷﻌر
ﻓﻲ ﻧظر ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز اﻟﺳﺑﯾل
-
ﺗﺗﻌﻠق
ﺑﻘﺿﯾﺔ اﻟواﻗﻊ اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ، ﻓﻣن ﯾﺻل إﻟﻰ اﻟﺳﻠطﺔ ﺑﺎﻟﺳﯾف، ﺳﯾﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﺗرﺳﯾﺦ دﻋﺎﺋم ﺣﻛ
.ﻣﻪ
ﻟذا
ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻣﺳك ﺑﯾد ﺳﯾﻔﺎ، وﺑﺎﻟﯾد اﻷﺧرى ﻛﻠﻣﺔ
(
27
).
5
-
اﻟﻧﻘد اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﺑﯾن
اﻷﺻﺎﻟﺔ
و ﺗﻬﻣﺔ اﻻﺳﺗﻼب اﻟﺣﺿﺎري
:
اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟواﺿﺣﺔ أن اﻟﻧﻘد اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺣدﯾث ﺑﺎﺗﺟﺎﻫﺎﺗﻪ وﻣدارﺳﻪ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣﺎ زال ﯾﻌﯾش
ﻋﻠﻰ ﻣﻧﺟزات اﻟﻧﻘد اﻟﻐرﺑﻲ، وﯾواﺟﻪ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟذﻟك إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ أﺳﺎﺳﯾﺔ ﺗﻛﻣن ﻓﻲ اﻟﺑﺣث ﻋن ﻫوﯾﺔ،
اﻟﻧﻘد اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﻓﻲ اﻟﺧطﺎب اﻟﻧﻘدي اﻟﻣﻌﺎﺻر ﻗراءة ﻓﻲ ﺗﻠﻘﻲ ﻣﺷروع ﻋﺑد اﷲ اﻟﻐداﻣﻲ
ﻧوال ﺑن ﺻﺎﻟﺢ
308
ﻣﺟﻠﺔ
اﻟﻤَﺨْﺒَﺮ
-
اﻟﻌدد اﻟﺣﺎدي ﻋﺷر
-
2015
وﺗﺣدﯾد ﻣﺳﺎر ﺧﺎص ﺑﻪ، وﻣﻧﺎﺳب ﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ
.
وﻣن اﻟطﺑﯾﻌﻲ أن ﯾﻛون اﻟﻧﻘﺎد اﻟﻌرب
اﻟذﯾن درﺳوا ﻓ
ﻲ اﻟﻐرب وﺗﺷﺑﻌوا ﺑﺎﻟﻣﻧﺎﻫﺞ اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﻐرﺑﯾﺔ، ﻫم اﻟذﯾن اﺳﺗﻠﻬﻣوا ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺎت
وطوﻋوﻫﺎ ﻟدراﺳﺔ اﻟﺗراث اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﻘدﯾم، وﻟﻌل راﺋد ﻫؤﻻء ﺣﺎﻟﯾﺎ ﻫو ﻋﺑد اﷲ اﻟﻐذاﻣﻲ
.
ﻫذا اﻟﻧﻬل
ﻣن اﻟﻧﻘد اﻟﻐرﺑﻲ ﻟم ﯾﻌﺟب ﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻧﻘﺎد، وﻧﻠﻣﺢ ﺻدى ذﻟك ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﺎت ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﺣﻣودة
ﻓﻲ ﺛﻼﺛﯾﺗﻪ ﺣ
ول اﻟﻧﻘد اﻟﻌرﺑﻲ
"
اﻟﺧروج ﻣن اﻟﺗﯾﻪ
"
أن اﻟﻧﻘد اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﻣﻌﺎﺻر ﯾﻌﯾش ﺣﺎﻟم ﻣن
اﻻﻏﺗراب واﻻﻧﻘطﺎع ﻋن ﺟذورﻩ اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ، وﯾﻌﺎﻧﻲ ﺗﺑﻌﯾﺔ ﺧﺎﻧﻘﺔ ﻟﻠﻧﻘد اﻟﻐرﺑﻲ
(
28
).
ﻟم ﯾدع اﻟﻐذاﻣﻲ اﻣﺗﻼﻛﻪ ﻟﺣﻘوق ﻫذا اﻟﻣﺷروع، ﻓﻬو ﯾؤﻛد ﻣﻧذ اﻟﺑداﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻫداف
اﻟﺗﻲ ﯾﺗوﺧﺎﻫﺎ ﻣن اﻟﻧﻘد اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ، ﻟﻛﻧﻪ
أﺑﻌد ﻣﺎ ﯾﻛون ﻣن اﻻدﻋﺎء ﺑﺄﻧﻪ اﻟﻣﺑﺷر اﻷول ﺑﻪ
.
وﻷﺟل
ﻫذا ﯾﻘدم ﻋرﺿﺎ واﻓﯾﺎ ﺑﻣﺎ اﺻطﻠﺢ ﻋﻠﯾﻪ
(
اﻟذاﻛرة اﻻﺻطﻼﺣﯾﺔ ﻟﻠﻣﺷروع
)(
29
)
، اﻟﺗﻲ اﺳﺗﻠﻬﻣﻬﺎ
ﻣن اﻟدراﺳﺎت اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ، وﻣن ﻛﺗﺎﺑﺎت
"
ﻟﯾﺗش
"
ﺑوﺟﻪ ﺧﺎص
.
وﻟﻬذا اﻟﺳﺑب ﯾرى ﺑﻌض اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻧﻘد اﻷدﺑﻲ أن اﻟﻧﻘد اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﻟﯾس إ
اﻓﺗﺗﺎﻧﺎ ﺑﻣﺷروع ﻧﻘدي ﻏرﺑﻲ، إذ ﯾؤﻛد ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﺣﻣودة أن ﻣﺷروﻋﺎ ﻧﻘدﯾﺎ ﺟدﯾدا ﯾﺟري اﻟﺗروﯾﺞ
ﻟﻪ اﻟﯾوم ﻓﻲ أروﻗﺔ اﻟﻣﺛﻘﻔﯾن اﻟﻌرب ﻫو ﻣﺷروع اﻟﻧﻘد اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ اﻟذي ﯾﻣﺛل اﻓﺗﺗﺎﻧﺎ ﺟدﯾدا ﺑﻣﺷروع
ﻧﻘدي ﻏرﺑﻲ ﺗﺧطﺗﻪ اﻷﺣداث داﺧل اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ أو اﻟﺛﻘﺎﻓﺎت اﻟﺗﻲ أﻧﺗﺟﺗﻪ
.
وﻛﻌﺎدﺗﻧﺎ ﻣﻊ اﻟﻣﻧﺎ
ﻫﺞ واﻟﻧظرﯾﺎت اﻟﻣﻌرﻓﯾﺔ، ﻓﺈن ﺗﻠﻘﯾﻧﺎ ﻟﻬﺎ ﻻ ﯾﺧﻠو ﻣن ﺑﻌض اﻻﻧﺑﻬﺎر
ﺑﺳﺑب ﻣن اﻟﻘوة
"
اﻹﻏراﺋﯾﺔ
"
اﻟﺗﻲ ﺗﺑدو ﻣﻼزﻣﺔ ﻟﻬﺎ
.
ﻏﯾر أن اﻷﻣر ﻣﺧﺎﻟف ﺑﻌض اﻟﺷﻲء ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ
ﻟﻠﻧﻘد اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ اﻟﻣﻧﺎﻫﺞ اﻟﻘراﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﻧﺎ ﻧﺄﺧذﻫﺎ ﻣن اﻟﻐرب
.
ﻓﺎﻟﻧﻘد اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﻟﯾس ﻏرﯾﺑﺎ
ﺑﺷﻛل ﺻرف
..."
(
30
)
ﻧﺎدر ﻛﺎظم ﯾﻌﺗﻘد أن اﻟﻐذاﻣﻲ ﻣﻊ ﺑﺿﻌﺔ ﻧﻘﺎد
"
ﯾﻛﺎد ﯾﻛون اﻟﺑﻘﯾﺔ اﻟﺑﺎﻗﯾﺔ
ﻣن أَﻟَق ﺟﯾل اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﯾﺎت اﻟﻣﻧدﻓﻊ، واﻟﻣﺎﺿﻲ ﺑﺣﻣﺎس ﻓرﯾد ﻧﺣو اﺳﺗزراع اﻟﻣﻧﺎﻫﺞ اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ
ﻓﻲ ﺑﯾﺋﺔ اﻟﻧﻘد اﻟﻌرﺑﻲ
"(
31
).
ﻓﺎﻟﻘﺎرئ ﻟﻣﺷروع اﻟﻐذاﻣﻲ ﻛﻣﺎ ﻋرﺿﻪ
...
ﯾﺳﺗطﯾﻊ أن ﯾﺗﺑﯾن ﺑﺳﻬوﻟﺔ أﻧﻪ وﻋﻠﻰ اﻟرﻏم
ﻣن
أﻫﻣﯾﺔ ﻣﺎ ﯾﻧطوي ﻋﻠﯾﻪ ﻣن طﻣوح ﻧﺑﯾل إﻟﻰ ﺗطوﯾر اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ
اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﺑﺎﻟﻧواﯾﺎ، ﯾﺷﺗﻣل ﻛذﻟك ﻋﻠﻰ ﺛﻐرات ﺧطﯾرة ﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣرء أن ﯾﻐض طرﻓﻪ ﻋﻧﻬﺎ ﻟﻣﺎ
ﻧﻠﺣظﻪ ﻣن ﺿﻌف ﻓﻲ ﺑﻧﺎﺋﻪ اﻟﻣﻐري ﻓﻲ ظﺎﻫرﻩ، واﻟﻣؤﺳس ﻓﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻋﻠﻰ رﻣﺎل ﻣﺗﺣرﻛﺔ
وﺑﻧﺎء، ﻟن ﯾﺷﻔﻊ ﻟﻪ، ﻓ
ﻲ اﻟﺑﻘﺎء ﻗدرﺗﻪ ﻋﻠﻰ أﺳر اﻫﺗﻣﺎم ﻗﺎرﺋﻪ ﺑدﻏدﻏﺔ ﻣواﺟﻌﻪ، وﻣﺣﺎوﻟﺔ
ﺗطﺑﯾﺑﻬﺎ، وﻫﻲ أﺳﻠﺣﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﯾﺳﺗﺧدﻣﻬﺎ اﻟﻐذاﻣﻲ ﺑﻛﻔﺎءة وﺑراﻋﺔ ﺳﺎﻣﯾﯾن
(
32
).
ﻓﯾﻧﺗﺞ ﻋن ذﻟك أن
ﻣﺠﻠﺔ اﻟ
ﻤَﺨْﺒَﺮ، أﺑﺤﺎث ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ واﻷدب اﻟﺠﺰاﺋﺮي
ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺴﻜﺮة
.
اﻟﺠﺰاﺋﺮ
309
ﻣﺟﻠﺔ
اﻟﻤَﺨْﺒَﺮ
-
اﻟﻌدد اﻟﺣﺎدي ﻋﺷر
-
2015
اﻟﻧﻘد اﻷدﺑﻲ اﻟذي ﻣﺎرﺳﻪ ﻋﺑد اﷲ اﻟﻐذاﻣﻲ وﻣﺎ ﯾزال ﻧﻘد ﯾﻬﺗم ﺑﺎﻟﻧص اﻟﺗراﺛﻲ وﺑﺎﻟﻧص اﻟﺣداﺛﻲ
ﻓﻲ اﻟوﻗت ﻧﻔﺳﻪ
(
33
).
وإذا ﻛﺎن
ﺑﻌض اﻟﻧﻘﺎد ﯾرون ﻓﻲ ﻧﻣوذج اﻟﻐذاﻣﻲ ﯾﻣﺛل اﻟﻔﻛر اﻟﻣﺗوازن، اﻟﻣﻧﻔﺗﺢ ﻋﻠﻰ
ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻵﺧر
"
إﻧﻬﺎ ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺗوازن
:
اﻟﺗﺷﺑﻊ ﺑﺎﻟﺗراث ﺣﺗﻰ آﺧر رﻣق، واﻻﻧﻔﺗﺎح ﻋﻠﻰ ﻣﺎ أﺣدث ﻣﺎ
ﯾﺻدر ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻣﻌﺎﺻر ﻣن أﺳﺋﻠﺔ ﺟدﯾدة وﻗﺿﺎﯾﺎ ﻣن ﺻﻣﯾم زﻣﻧﻧﺎ
"(
34
).
ﻓﺎﻟﺑﻌض اﻵﺧر
ﯾرى ﻫذﻩ اﻟﺗﺟرﺑﺔ وﺟﻬﺎ ﻣن أ
وﺟﻪ اﻻﺳﺗﻼب اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ واﻟﺣﺿﺎري، وﻣﺣﺎوﻟﺔ ﯾﺎﺋﺳﺔ ﻟﻠﺗﺟدﯾد ﺗﺟد
ﻧﻔﺳﻬﺎ ﻣﻘﻠدة، ﻣﻛرﺳﺔ ﻟﻣﺎ ﻫو ﺳﺎﺋد ﻓﻲ اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ
.
ﻟﯾﻣﺳﻲ اﻟﻐذاﻣﻲ ﻧﻔﺳﻪ
(
ﺟﻣﻠﺔ ﺛﻘﺎﻓﯾﺔ
)
ﻓﯾﻬﺎ
ﻧﺳق ﻣﺿﻣر ﺗﺟب ﻗراءﺗﻪ ﻗراءة ﺛﻘﺎﻓﯾﺔ
.
ذﻟك أن ﻏﯾﺎب اﻟﻘطﯾﻌﺎت اﻟﻣﻌرﻓﯾﺔ، واﻟرﺟﺎت اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ،
ﻟﺗﻘوﯾض ﻣﻌرﻓﻲ ﻣﺎ، وﺑﻧﺎء ﻣﻌر
ﻓﻲ ﺑدﯾل، ﻫو ﻓﻲ اﻷول واﻷﺧﯾر ﺗﻛرﯾس ﻟﻠﻣﺷﺎﻛﻠﺔ واﻟﺗﺷﺑﯾﻪ
وﺗﻌزﯾز ﻷﻧﺳﺎق اﻟﺗﺳﻠط واﻻﻧﻐﻼق
..
وﻫو اﻷﻣر اﻟذي ﻻ ﯾﺳﻌﻔﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘﯾق ﻣﺎ ﯾﺳﻣﯾﻪ اﻟدﻛﺗور
ﻋﺑد اﷲ اﻟﻐذاﻣﻲ ﺑﺎﻟﻐﺿﺑﺔ اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ، ﺑﻘدر ﻣﺎ ﯾﺿﻔﻲ اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻫو ﻛﺎﺋن، وﯾﺟﻌل
ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻣن اﻵﺑﺎء أﺻوﻻ وﻣن اﻟﺣﻔدة اﻟﻐ
رﺑﯾﯾن ﻓروﻋﺎ
(
35
).
6
-
اﻟﻣﺷروع اﻟﻐذاﻣﻲ
ﺑﯾن اﻟﺧوف ﻣن اﻟﻣﺟﻬول واﻟﺗردد
/
ﻛﺳر اﻟﻧﺳق اﻟﻣﻛﺎﻧﻲ
:
ﯾطرح ﻣﺷروع اﻟﻐذاﻣﻲ اﻟﻣوﺳوم ﺑﺎﻟﻧﻘد اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﻋدﯾد اﻟﺗﺳﺎؤﻻت، ﺑﻌﺿﻬﺎ ﯾﺧص
اﻟﺗﺧوف ﻣن اﻟﻣرﺟﻌﯾﺎت اﻟﻔﻛرﯾﺔ واﻟﻔﻠﺳﻔﯾﺔ اﻟﺗﻲ اﺳﺗﻧد إﻟﯾﻬﺎ اﻟﻣﺷروع، وﺑﻌﺿﻬﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺻدور
ﻫذﻩ اﻷﻓﻛﺎر ﻣن ﻣﻛﺎن ﻛﺳر
أﻓق اﻧﺗظﺎر اﻟﻘﺎرئ اﻟﻌرﺑﻲ ﻧﺧﺑوﯾﺎ ﻛﺎن أو ﺷﻌﺑﯾﺎ، ذﻟك أن اﻟظﺎﻫرة
اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻣﻧذ ﻋﺻر اﻟﻧﻬﺿﺔ ﻟم ﺗﺷﻬد أﻗﻼﻣﺎ ﺑﻬﻛذا ﺟرأة، وإن ﺷﻬدت ﻓﺈن اﻟﻣﻛﺎن ﻋﺎدة ﻣﺎ
ﯾﻛون ﻣﺻر أو اﻟﺷﺎم أو اﻟﻌراق
.
أﻣﺎ أن ﯾﺄﺗﻲ ﻓﻛر ﯾﺑﺣث ﻋن ﻛﺳر اﻟﻧﺳق اﻟﻧﻘدي وﻣن ﺑﻠد ﻣﺣﺎﻓظ ﻛﺎﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ
اﻟﺳﻌودﯾ
ﺔ، ﻓﺗﻠك ظﺎﻫرة ﺟدﯾدة ﻓﻲ اﻟﻔﻛر اﻟﻌرﺑﻲ ﻋﺎﻣﺔ ﯾﻘول إدرﯾس ﺑﻠﻣﻠﯾﺢ
: "
ﻣن ﻗرﯾﺔ ﻋﻧﯾزة
اﻟﺑﺳﯾطﺔ اﻟﻬﺎدﺋﺔ، اﻟﺑﻌﯾدة ﻋن ﻣراﻛز اﻟﺻﺧب واﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻟﻌﺻرﻧﺔ، ﺧرج اﻟﻐذاﻣﻲ إﻟﻰ اﻟﻌﺎﻟم
ﻟﺗواﺟﻬﻪ أﺳﺋﻠﺔ اﻟﺣﺿﺎرة اﻟﻣﻌﺎﺻرة ﺑﻛل ﺻدﻣﺎﺗﻬﺎ وﺗﺣدﯾﺎﺗﻬﺎ
...
رأى ذﻟك ﺑﻌﯾن طﻔل ﺑريء وﻟد
ﻓﻲ ﻗرﯾﺔ ﺻﻐﯾرة ﻣن
ﻗرى اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﺳﻌودﯾﺔ، ﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﺻﺣراء واﻟﻌروﺑﺔ واﻹﺳﻼم
.
ﺛم
ﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﺑﺗرول وﺗﺄﺳﯾس اﻟدوﻟﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ ﺑد ﻟﻬﺎ ﻣن أن ﺗﻧﺧرط ﺿﻣن اﻟﺻراع اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ
ﻣن أﺟل اﻟﻣوﻗﻊ واﻟﻬوﯾﺔ واﻻﺳﺗﻣرار اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ
.
ﻟم ﺗﻌد اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ رﻣزا ﺣﺿﺎرﯾﺎ ﻋرﯾﻘﺎ ﻟﻺﺳﻼم
واﻟﻌروﺑﺔ ﻓﻘط، أي ﻣﺟﺎﻻ ﻟ
ﻧﺑوغ ﻋﻠﻣﺎء اﻟدﯾن واﻟﻠﻐﺔ وأﺻول اﻟﻔﻘﻪ، ﺑل أﺻﺑﺣت ﺑﺣﻛم اﻟﻧﻬﺿﺔ
اﻟﻧﻘد اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﻓﻲ اﻟﺧطﺎب اﻟﻧﻘدي اﻟﻣﻌﺎﺻر ﻗراءة ﻓﻲ ﺗﻠﻘﻲ ﻣﺷروع ﻋﺑد اﷲ اﻟﻐداﻣﻲ
ﻧوال ﺑن ﺻﺎﻟﺢ
310
ﻣﺟﻠﺔ
اﻟﻤَﺨْﺒَﺮ
-
اﻟﻌدد اﻟﺣﺎدي ﻋﺷر
-
2015
اﻟﺣﺿﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻋرﻓﺗﻬﺎ ﺑﻌد اﺳﺗﻘرار دﻋﺎﺋم اﻟدوﻟﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ رﻣزا آﺧر ﻟﻧﺑوغ ﻋﺑﻘرﯾﺎت ﺟدﯾدة ﻓﻲ
اﻟﻌﻠوم اﻟﺟدﯾدة
.
ﻣن ﻫﻧﺎ ﻛﺎن اﻟﺗﻛوﯾن ﺻﻌﺑﺎ وﻛﺎﻧت اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ أﺻﻌب
"(
36
)
وﻷن اﻟﻐذاﻣﻲ ﻛﺳر ﻧﺳﻘﺎ ﺛﻘﺎﻓﯾﺎ ﺳﺎﺋدا، ﻛوﻧﻪ ﯾﻣﺛل ر
ﯾﺎدة ﻓﻛرﯾﺔ وﻧﻘدﯾﺔ آﺗﯾﺔ ﻣن ﻣﻛﺎن
ﻏﯾر ﻣﻌﺗﺎد أن ﯾﺄﺗﻲ اﻟﺟدﯾد ﻣﻧﻪ، ﺑل ﯾﻣﺛل أﻛﺛر اﻷﻣﺎﻛن ﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘدﯾم ﻓﻲ اﻟﺑﻼد اﻟﻌرﺑﯾﺔ،
ﻓﻘد واﺟﻪ رﻓﺿﺎ ﻋﻧﯾﻔﺎ ﻣن ﻧﻘﺎد ﺑﯾﺋﺗﻪ ﻛﻣﺎ ﻣن ﻧﻘﺎد اﻟﺑﯾﺋﺎت اﻷﺧرى، اﻟﺗﻲ ﻛﺎن ﯾدﻋﻲ ﺑﻌض
ﻧﻘﺎدﻫﺎ اﻻﻧﻔﺗﺎح ﻋﻠﻰ اﻵﺧر اﻟﻐرﺑﻲ
.
ﻧﺟد ﯾوﺳف ﻋﺑد اﷲ اﻷﻧﺻ
ﺎري وﻫو ﻧﺎﻗد ﺧﻠﯾﺟﻲ، ﯾﺗﻬم ﻓﻛر اﻟﻐذاﻣﻲ ﺿﻣﻧﯾﺎ ﺑﺎﻟدﻋوة
إﻟﻰ اﻻﻧﺣﻼل ﯾﻘول
"...
وﻣﻣﺎ ﺟﻌل اﻟﻣﺛﻘف اﻟﻌرﺑﻲ ﻻ ﯾﻘﺑل ﺑدﯾﻼ ﻟﻠﻔﻛر اﻹﺳﻼﻣﻲ وﯾرﻓض
اﻟﺗﺑﻌﯾﺔ ﻟﻣﻧﺟز اﻵﺧر، ﻷﻧﻪ ﯾﺣﻣل أﻓﻛﺎرا ﻣﺟﻬوﻟﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻣﺗﻌﺎطﯾﻪ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺳﺗﻛون ﻟﻪ آﺛﺎر
ﻣﺟﻬوﻟﺔ، واﻟﺧوض ﻓﻲ اﻟﻣﺟﻬول ﯾﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﺟرأ
ة، وﻛﺛﯾرا ﻣﺎ ﺗرﻣﻲ اﻟﺟرأة ﺑﺻﻔﺎت ﻏﯾر
ﻣﺣﻣودة، ﻣﺛل اﻟﺗﺣرر واﻻﻧﺣﻼل واﻟﻔﺳﺎد، واﻹﻓﺳﺎد واﻻﺑﺗﻌﺎد ﻋن اﻟﻘﯾم اﻷﺻﯾﻠﺔ
"(
37
)
ﯾﺟﯾب ﺳﻠﻣﺎن اﻟﺣﺑﯾب
"
أﻧﻪ إذا ﻛﺎن اﻟﻣﺟﻬول ﻣﺧﯾﻔﺎ، ﻓﻼ ﺑد ﻣن ﺗﺣوﯾﻠﻪ إﻟﻰ ﻣﻌﻠوم
ﺣﺗﻰ ﺗﺗﺿﺢ اﻟﺻورة، وﻧﺳﺗطﯾﻊ أن ﻧﻐرﺑل اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻐرﺑﯾﺔ، وﻧﺳﺗﻛﺷف ﻓﺿﺎﺋﻠﻬﺎ وﻧ
زﯾل ﻋﯾوﺑﻬﺎ
ﻋن طرﯾق ﺗﻌرﯾﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻟﺗﻠك اﻷﻓﻛﺎر، وﺑذﻟك وﻧﻛون ﻗد دﺧﻠﻧﺎ ﻋن وﻋﻲ وإدراك ﻛﺎﻓﯾﯾن، وﻫذا ﻣﺎ
ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻟﻣﺛﻘف ﻋرﺑﻲ أن ﯾﺳﯾر اﺗﺟﺎﻫﻪ ﺑدﻻ ﻣن اﻟﺗﺧﺑط اﻷﻋﻣﻰ، اﻟﻘذف ﺑﻼ ﻣﺑرر ﺳوى إﻗﺻﺎء
اﻟﻐرﯾب ﻋن ﺛﻘﺎﻓﺗﻧﺎ
..."
(
38
)
ﯾﺷﯾر ﺣﺳن اﻟﺑﻧﺎ ﻋز اﻟدﯾن إﻟﻰ أن اﻟﻐذاﻣﻲ ﺑوﺻﻔﻪ ﻧﺎﻗدا ﺛﻘﺎﻓ
ﯾﺎ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻛون
ﻣﺣﻛوﻣﺎ ﺑﺧﺻوﺻﯾﺔ اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻛﺗب ﻓﯾﻬﺎ وﻟﻬﺎ،
ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن أﻧﻪ ﯾﺳﻌﻰ إﻟﻰ أﺧذ ﻣوﻗف
ﻧﻘدي ﺧﺎص ﻣﻧﻬﺎ
.
ﺑل وﯾؤﻛد ﻋﻠﻰ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ وﻗوع اﻟﻧﺎﻗد اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﻧﻔﺳﻪ ﻓﻲ اﻟﺷﺑﻛﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﯾﺻطﺎد ﺑﻬﺎ أﺧطﺎء اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻧﻔﺳﻬﺎ،
ذﻟك أﻧﻬﺎ ﻟﻌﺑﺔ ﻣﺣﻔوﻓﺔ ﺑﺎﻟﻣﺧﺎطر ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻌﻠﻣ
ﯾﺔ ﻋﻠﻰ
أﻗل ﺗﻘدﯾر
(
39
).
-7
ﻓﻲ
ﻧﻘد
اﻟﺗطﺑﯾق واﻟﻣﻧﻬﺞ
:
"
ﯾﻧﺗﻬﻲ اﻟﻐذاﻣﻲ ﻣن ﻋرض اﻹﺟراءات اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻣﻧﻬﺟﯾﺔ ﻟﻠﻧﻘد اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ،
وﯾﺗﺣول إﻟﻰ
ﻣﻬﻣﺔ ﺗطﺑﯾﻘﻪ وظﯾﻔﯾﺎ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺑﺣث،
وﯾﺑدأ ﻓورا ﺑﺎﺳﺗﻧطﺎق اﻷﺧطﺎء اﻟﻧﺳﻘﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻏزت
اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﺑﻔﻌل اﻟﺷﻌر
أو ﺑﻔﻌل ﻗﺎﺻر
و
ﻣﺣدد ﻟﻪ
.
وﺗﺳﺗﺄﺛر ﺑﺗﺣﻠﯾﻼﺗﻪ إﻟﻰ ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﻛﺗﺎب
ﻓﻛرة ﺟوﻫرﯾﺔ،
ﻣؤداﻫﺎ أن اﻟﻌﯾوب اﻟﻧﺳﻘﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺷﻌر اﻟﻌرﺑﻲ ﻫﻲ اﻟﺳﺑب ﻓﻲ ﻋﯾوب اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ
ﻣﺠﻠﺔ اﻟ
ﻤَﺨْﺒَﺮ، أﺑﺤﺎث ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ واﻷدب اﻟﺠﺰاﺋﺮي
ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺴﻜﺮة
.
اﻟﺠﺰاﺋﺮ
311
ﻣﺟﻠﺔ
اﻟﻤَﺨْﺒَﺮ
-
اﻟﻌدد اﻟﺣﺎدي ﻋﺷر
-
2015
اﻟﻌرﺑﯾﺔ،
ﻓﻘد اﻧﺑﻧت ﺗﻠك اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻓﻲ ﺿوء اﻟﻣوﺟﻬﺎت اﻟﺷﻌرﯾﺔ اﻟﻔﺎﻋﻠﺔ،
وﻓﻲ ﻣﻘدﻣﺔ ذﻟك
ﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟطﺎﻏﯾﺔ
/
اﻟﻣﺳﺗﺑد اﻟﺗﻲ ﻫﻲ إﺣدى ﺗﺟﻠﯾﺎت اﻟﻔﺣوﻟﺔ،
ذﻟك اﻟﻣﻔﻬوم ا
ﻟﻣﺳﺗﻘر ﻓﻲ اﻟﺷﻌر
اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﻘدﯾم
"(
40
).
وﺣﺳب اﻟﻧﺎﻗد اﻟﻣﺻري ﻣﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﻣطﻠب ﻓﺈن اﻟﺧطﺄ اﻟذي وﻗﻊ ﻓﯾﻪ اﻟﻐذاﻣﻲ، ﺳﺑﺑﻪ
أﻧﻪ ﺑدأ ﻗراءة اﻟﺗراث ﺑﺎﻟرﻓض وﻟﯾس ﺑﺣﻣﯾﻣﯾﺔ، ﻓﻘدم ﻣﻧﻬﺟﺎ ﻣﺧﺗﻼ ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﻪ ﻷﻧﻪ ﯾﺑدأ ﻣن اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ
ﻟﯾﺻل إﻟﻰ اﻟﻧص، واﻟﻣﻔروض
ﻓﻲ ﻧظرﻩ
-
أن ﯾﺣدث اﻟﻌﻛس، أي أن ﯾﺑدأ
اﻟﻧﺎﻗد ﻣن اﻟﻧص
ﻟﯾﺻل إﻟﻰ اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ، ﻷﻧﻪ ﯾﺑﺣث ﻋن اﻟﻧﺳق اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﻟﻠﻧص، وداﺋﻣﺎ ﻣﺎ اﻋﺗﻣد اﻟﻐذاﻣﻲ ﻣﻘوﻟﺔ
(
ﻗراءة ﺛﻘﺎﻓﯾﺔ
)
وﻟﯾس
(
ﻧﻘدا ﺛﻘﺎﻓﯾﺎ
)
، ﻷن اﻟﻧﻘد ﺳﯾﻘﺗﺿﻲ إﺻدار ﺣﻛم، واﻟﺣﻛم ﻋﻠﻰ اﻟﻧص ﻫو
ﺣﻛم ﻋﻠﻰ اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻛﻠﻬﺎ
.
أﻣﺎ اﻟﻘراءة ﻓﻬﻲ ﺗوﺿﯾﺢ دون ﺣﻛم
(
41
).
8
-
اﻟﻣﺷروع اﻟﻐذاﻣﻲ و
ﺳؤال
اﻟﺑﺣث ﻓﻲ اﻟﻧص
:
اﻟﺟﻣﺎﻟﯾﺎت أم اﻟﻘﺑﺣﯾﺎت
:
ﻟﻣﺎ ﻋﻣل ﻋﺑد اﷲ اﻟﻐذاﻣﻲ ﻋﻠﻰ اﺧﺗﺑﺎر ﻧظرﯾﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﻧﻘد اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻷدب
اﻟﻌرﺑﻲ، ﺷﻌرا وﻧﺛرا، وﻗف ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻠل اﻟﻧﺳﻘﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺟﻌل اﻟﺧطﺎب اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ اﻟﻌرﺑﻲ ﺧطﺎﺑﺎ ﻣﻧﺎﻓﻘﺎ
وﻣزﯾﻔﺎ، ﻏﯾر واﻗﻌﻲ وﻏﯾر ﺣﻘﯾﻘﻲ، وﻏﯾر ﻋﻘﻼﻧﻲ، ﺧطﺎب ﺗﻧﺷط ﻓﯾﻪ
ﺷﺧﺻﯾﺔ ﻣﺣورﯾﺔ وﺣﯾوﯾﺔ
ﻫﻲ ﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﺷﺣﺎذ واﻟﻛذاب واﻟﻣﻧﺎﻓق واﻟطﻣﺎع، ﻫذﻩ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾرى اﻟﻐذاﻣﻲ أن اﻟﺷﻌر
اﻟﻌرﺑﻲ ﻛﺎن ﻣﺳؤوﻻ ﻋﻠﻰ ﺗرﺳﯾﺧﻬﺎ ﻣن ﺧﻼل أﻧﺳﺎﻗﻪ اﻟﻣﺿﻣرة، اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻘﻧﻊ وراء اﻟﺣﯾل اﻟﺟﻣﺎﻟﯾﺔ
ﻟﺗﺣﻘق ﻣﺂرﺑﻬﺎ
.
وﺑﺎﻟرﻏم ﻣن اﻋﺗراف اﻟﻐذاﻣﻲ أن اﻟﺟﻣﯾل ﻣطﻠوب وأﺳﺎﺳﻲ، وﻻ ﺷك
أن اﻟﺳؤال ﻋﻧﻪ
ﺟوﻫري وﺿروري، وﻟﻛن ﻣﺎذا ﻟو أن اﻟﺟﻣﯾل اﻟذوﻗﻲ ﺗﺣول إﻟﻰ ﻋﯾب ﻧﺳﻘﻲ ﻓﻲ ﺗﻛوﯾن اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ
اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻓﻲ ﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻸﻣﺔ وﻓﻲ ﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﺣﺿﺎرﯾﺔ ﻟﻸﻣﺔ؟ ﻫذا ﻣﺎ ﻟم
ﯾﻘف ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻧﻘد اﻷدﺑﻲ
-
ﻓﻲ ﻧظر اﻟﻐذاﻣﻲ
-
وﻟم ﯾﺟﻌﻠﻪ ﻓﻲ ﺳﺟل ﺗﻔﻛﯾرﻩ
.
وﻫذا ﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﻟﻠ
ﻧﻘد
اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ أن ﯾﻘوم ﺑﻪ ﻟﯾﺳﻬم ﻓﻲ ﻣﺷروﻋﺎت ﻧﻘد اﻟﺧطﺎب
(
42
).
وﻣن ﺛم ﻓﻘد اﺳﺗﻬدف اﻟﻧﻘد اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ
ﺗﻘوﯾض اﻟﺑﻼﻏﺔ واﻟﻧﻘد ﻣﻌﺎ، ﺑﻐﯾﺔ ﺑﻧﺎء ﺑدﯾل ﻣﻧﻬﺟﻲ ﺟدﯾد ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ اﻟذي ﯾﻬﺗم
ﺑﺎﺳﺗﻛﺷﺎف اﻷﻧﺳﺎق اﻟﻣﺿﻣرة ﻓﻲ اﻟﻧﺻوص اﻷدﺑﯾﺔ
.
وﺑﺎﻟرﻏم ﻣن اﻋﺗراف اﻟﻐذاﻣﻲ أﯾﺿﺎ، ﺑﺈﻧﺟﺎزا
ت اﻟﻧﻘد اﻷدﺑﻲ اﻟﻛﺑرى ﻋﻠﻰ ﻣر اﻟﻌﺻور،
ﺑل ﯾﻛﺎد ﯾﻛون ﻫو اﻟﻌﻠم اﻷﻛﺛر اﻣﺗدادا واﻷﻋﻣق ﺗﺟرﺑﺔ ﺑﯾن ﺳﺎﺋر اﻟﻌﻠوم ﻓﻲ اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ
.
وﯾﻌﺗرف أﯾﺿﺎ ﺑﺄﻧﻪ اﻟﻌﻠم اﻟذي ﺣﻘق ﻟﻧﻔﺳﻪ اﺳﺗﻘﻼﻻ ﻧوﻋﯾﺎ ﻣن اﻟﻣؤﺛرات اﻟﺳﻠطوﯾﺔ، إﻻ أﻧﻪ ﯾﻔﺳر
اﻟﻧﻘد اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﻓﻲ اﻟﺧطﺎب اﻟﻧﻘدي اﻟﻣﻌﺎﺻر ﻗراءة ﻓﻲ ﺗﻠﻘﻲ ﻣﺷروع ﻋﺑد اﷲ اﻟﻐداﻣﻲ
ﻧوال ﺑن ﺻﺎﻟﺢ
312
ﻣﺟﻠﺔ
اﻟﻤَﺨْﺒَﺮ
-
اﻟﻌدد اﻟﺣﺎدي ﻋﺷر
-
2015
ذﻟك ﺑﻧظرة اﻟﻧﺎس واﻟﻣﺑدﻋﯾن إﻟﯾﻪ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أﻧﻪ
ﻋﻠم ﻏﯾر ﻧﺎﻓﻊ، ﻷﻧﻪ ﯾﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻟﻣﺟﺎز
واﻟﺧﯾﺎل، وﻟﯾس ﻣﻊ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ واﻟواﻗﻊ
.
وﯾﺳﺗﺷﻬد ﺑرأي ﻛل ﻣن اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺟرﺟﺎﻧﻲ وأﺑﻲ ﺑﻛر
اﻟﺻوﻟﻲ ﻋن ﻓﺻل ﻣﺎ ﻫو أدﺑﻲ ﻋﻣﺎ ﻫو دﯾﻧﻲ
(
43
).
ﻟﻛن اﻷدب ﺑوﺻﻔﻪ ﻓﻧﺎ ﺟﻣﯾﻼ ﻟم ﯾﻌد ذﻟك اﻹﻧﺷﺎء اﻟﻣﻘروء اﻟذي ﻧﺷﺄﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺑﻪ
وﺗﻘدﯾرﻩ واﻻﺣﺗﻔﺎء ﺑﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣ
و اﻟذي ﺗوﺻﻲ ﺑﻪ اﻟﺟﺎﻣﻌﺎت واﻟﻣدارس وﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣؤﺳﺳﺎت
اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ واﻹﻋﻼﻣﯾﺔ
.
ﻷﻧﻪ ﻣﺛﻠﻣﺎ ﯾرى ﻋﺑد اﻟﻧﺑﻲ اﺻطﯾف
"
ﻗد اﻧﻔﺗﺢ ﻣن ﺟﻬﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺗﻠف
اﻟﻔﻧون اﻟﺟﻣﯾﻠﺔ ﻛﺎﻟﻐﻧﺎء واﻟرﻗص واﻟﻣوﺳﯾﻘﻰ واﻟرﺳم واﻟﻧﺣت واﻟﻌﻣﺎرة
...
ﻛﻣﺎ أﻧﻪ اﻧﻔﺗﺢ ﻣن ﺟﻬﺔ
أﺧرى ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻠوم اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟ
ﻣﻌﺎرف اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ
:
اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ واﻟﻔﯾزﯾﺎﺋﯾﺔ واﻟﻛﯾﻣﯾﺎء
وﻋﻠوم اﻟﻔﺿﺎء واﻟﻣﺣﯾطﺎت، ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺷﺄن ﻓﻲ أدب اﻟﺧﯾﺎل اﻟﻌﻠﻣﻲ
"(
44
)
ﯾﺄﺧذ ﻋﺑد اﷲ اﺑراﻫﯾم ﻋﻠﻰ اﻟﻐذاﻣﻲ ﻛوﻧﻪ أراد أن ﯾﻘوم اﻟﻧﻘد اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﺑوظﯾﻔﺔ ﻓك
اﻻرﺗﺑﺎط ﺑﯾن اﻟﻣؤﺛر واﻟﻣﺗﺄﺛر، ﺑﯾن ﺳﻠﺑﯾﺔ اﻷﺛر اﻟذي ﺗرﻛﻪ اﻟﺷﻌر واﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ، وﻣن
ﺧﻼل ذﻟك ﯾﻘرر ﺑﺄن اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﻟﻠﻧﻘد ﻗد ﻛرﺳت ﺗﻠك اﻟﻌﻼﻗﺔ
.
ﻛرﺳﺗﻬﺎ ﻷﻧﻬﺎ ﺷﻐﻠت ﻓﻘط
ﺑﺎﻷﺑﻌﺎد اﻟ
ﺟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻬﺎ، وﻟم ﺗﺟرؤ أﺑدا ﻋﻠﻰ اﺧﺗراق اﻟﺣﺟب اﻟﺗﻲ ﺗﻘﻊ ﻣﺎ وراء ذﻟك
.
وﻟﻬذا
ﻓﻲ
ﻧظرﻩ
-
ﺟﺎءت ﻣﻣﺎرﺳﺗﻪ ﻣﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﻌﺷو، ﺑل وﺑﺷﻛل ﻣن اﻷﺷﻛﺎل ﻛﺎﻧت ﻋﻣﯾﺎء، ﻏﯾر ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ
اﻟﺗﻣﯾﯾز، ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻔﺗﻘر إﻟﻰ اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﺟذرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﺑﺗﻧﺷﯾط داﺋم ﻟﻠﻣﺿﻣرات اﻟدﻻﻟﯾﺔ
اﻟﻘﺎﺑﻌﺔ ﺧﻠف ا
ﻟﻐﻼﻟﺔ اﻟﺟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﻧﺻوص
(
45
).
ﺑل ﯾذﻫب ﻣﺣﻣد ﺳﺎﻟم ﺳﻌد اﷲ ﻓﻲ اﻟﺗﺷﻛﯾك ﻓﻲ
ﻣﺳﺗﻘﺑل ﻣﺷروع اﻟﻐذاﻣﻲ ﺑﻌد زوال اﻟﺑواﻋث اﻟﺗﻲ أوﺟدﺗﻪ، وﻣن ﻫﻧﺎ ﯾﻘﺎرن ﺑﯾن أﺻﺎﻟﺔ اﻟﻧﻘد
اﻷدﺑﻲ ورﺳوﺧﻪ ﻓﻲ اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ وﺑﯾن آﻧﯾﺔ اﻟﻧﻘد اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ وارﺗﺑﺎطﻪ ﺑﺳﯾﺎق ﻣؤﻗت، ﯾزول ﺑزواﻟﻪ، ﯾﻘول
:
"
وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى، ﻓﺈن
اﻟﻧﻘد اﻷدﺑﻲ إرﺛﺎ ﺗﺎرﯾﺧﯾﺎ ﻣﻣﺗدا، وﻣرﺟﻌﺎ ﻋﻠﻣﯾﺎ ﻣﻌرﻓﯾﺎ اﺑﺗدأ ﻣﻊ اﻟذوق
اﻷدﺑﻲ اﻟﻔردي وﺗطور ﻣﻊ اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻌﻠﻣﻲ، أﻣﺎ اﻟﻧﻘد اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﻓﻘد ﺑدأ ﻓﻧﯾﺎ ﻣﻊ إﻓرازات اﻟﺗوﺟﻬﺎت
اﻟﻣﻌﺎﺻرة اﻟداﻋﯾﺔ إﻟﻰ ﻣﺣو اﻟﺛﻘﺎﻓﺎت اﻟوطﻧﯾﺔ، واﻟﺗوﺟﻪ إﻟﻰ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻋﺎﻟﻣﯾﺔ ﻣﺗﻣرﻛزة ﺣول ﻧﺗﺎج
واﺣد
"(
46
).
وﻣ
ن ﻫذا اﻟﻣﻧطﻠق ﯾﺻﯾر اﻟﻧﻘد اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ
(
ﻣوﺿﺔ
)
ﻧﻘدﯾﺔ أﻣﻠﺗﻬﺎ ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻌﺻر،
ﻓﺎﻟﻧﻘد اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﻣﺗﺄﺛر ﺑﻣوﺟﺔ اﻟﻌوﻟﻣﺔ وﻣﺎ ﯾﺗﺑﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻌﯾد اﻟﻣﻌرﻓﻲ واﻟﺛﻘﺎﻓﻲ، وﻗد ﺗﻛون ﻫذﻩ
اﻟﻣوﺟﺔ ﻣﺣددة ﺑﻔﺗرة زﻣﻧﯾﺔ ﻗد ﻻ ﺗطول
.
ﻷن ﺑﻌض اﻟﻣﻔﻛرﯾن اﻵن ﯾﺗﺣدﺛون ﻋن ﻣرﺣﻠﺔ ﻣﺎ ﺑﻌد
اﻟﻌوﻟﻣﺔ، ﻣﻣﺎ ﯾﻌطﯾ
ﻧﺎ ﺷرﻋﯾﺔ ﻣﻌرﻓﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺣدﯾث ﻋن ﻣﺳﺗﻘﺑل اﻟﻧﻘد اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﻣﺎ ﺑﻌد اﻧﻬﯾﺎر
اﻟﻌوﻟﻣﺔ
(
47
).
ﻣﺠﻠﺔ اﻟ
ﻤَﺨْﺒَﺮ، أﺑﺤﺎث ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ واﻷدب اﻟﺠﺰاﺋﺮي
ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺴﻜﺮة
.
اﻟﺠﺰاﺋﺮ
313
ﻣﺟﻠﺔ
اﻟﻤَﺨْﺒَﺮ
-
اﻟﻌدد اﻟﺣﺎدي ﻋﺷر
-
2015
ﺧﻼﺻﺔ
:
ﻓﻲ ﺗﻠﻘﻲ اﻟﺗﺟرﺑﺔ اﻟﻐذاﻣﯾﺔ ﺑﺷﻛل ﻋﺎم ﺑﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك ﻣﺷروع اﻟﻧﻘد اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﺗﺟد داﺋﻣﺎ
أطراﻓﺎ ﺗﺷﻛل ﺛﻼﺛﻲ اﻷﺿﻼع
:
اﻟﻐذاﻣﻲ
/
اﻟﻔﻛرة
/
اﻟﻐﺎﺿﺑون ﻣن اﻟﻔﻛرة
.
وﯾﻣﻛن أن ﻧﻘرأ ﻓﻲ اﻷﺧﯾر ﺗﻠﻘﻲ ﻣﺷروع ا
ﻟﻐذاﻣﻲ اﻟذي طرﺣﻪ ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﻪ
"
اﻟﻧﻘد اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ،
ﻗراءة ﻓﻲ اﻷﻧﺳﺎق اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ
"
ﻣن ﺧﻼل ﻣﻧطﻠﻘﺎت اﻟﺗﻲ ﻟﻣﺣﻧﺎﻫﺎ ﻓﻲ ﺛﻘﺎﻓﺔ اﺳﺗﻘﺑﺎل اﻟﻣﺷروع
اﻟﺗﻲ اﻧﻘﺳﻣت ﺑﯾن ﻗراءة اﻟﻬﯾﻣﻧﺔ وﻗراءة اﻟﺗﺣﺎور وﻗراءة اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ
.
ﻓﺎﻟذﯾن ﻋﺎرﺿوا أﻓﻛﺎرﻩ ﺑرروا ﻫذا اﻟرﻓض ﺑﻛون اﻟﻐذاﻣﻲ ﯾﺑﺣث ﻋن ﺷرﻋﯾﺔ
ﻟﻠﺣداﺛﺔ
ﺑﺎﻟﻌودة ﻟﻠﺗراث واﻟﺗﻧﻘﯾب ﻓﯾﻪ ﻋﻣﺎ ﯾؤﯾدﻫﺎ، ﻓﻬو ﯾدﻋو إﻟﻰ إرﺳﺎء ﻧظرﯾﺔ ﻧﻘدﯾﺔ ﺗﻧﺣت ﻣن ﺻﺧر
اﻟﺗراث، وﺗﻐرف ﻣن ﺑﺣر اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻐرﺑﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ، وﻫو ﺑذﻟك ﯾﻧﻛر اﻟﻔوارق اﻟﺣﺿﺎرﯾﺔ، ﻓﺎﻟﺣداﺛﺔ
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻪ ﻟﯾﺳت ﺧﺻوﺻﯾﺔ أورﺑﯾﺔ ﺑل إرث إﻧﺳﺎﻧﻲ
.
وﺟدﯾر ﺑﺎﻟﻣﻼﺣظﺔ أن ﻣﺷروع اﻟﻐذاﻣ
ﻲ أﺛﺎر ﺣﻔﯾظﺔ اﻟﻣﺛﻘﻔﯾن اﻟﻧﺧﺑﺔ واﻟﻣﺣﺎﻓظﯾن اﻟذﯾن
ﻻ ﯾﺳﺗﺳﯾﻐون دراﺳﺔ اﻟﻧﺻوص اﻟﺷﺎذة واﻟﻣﻬﻣﺷﺔ ﻛﺎﻟﻣرأة واﻟزﻧﺞ أو اﻟﻣذاﻫب اﻟدﯾﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛل
أﻗﻠﯾﺔ، أو اﻷﻏﻧﯾﺔ اﻟﺷﺑﺎﺑﯾﺔ أو اﻟﻣﺳﻠﺳﻼت واﻷﻓﻼم ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻛراﻫﯾﺔ اﻟﻧﻘد اﻟذي ﯾﺗﻌرض
ﻟﻛﺷف ﻋﯾوﺑﻧﺎ اﻟﺣﺿﺎرﯾﺔ وأﺧطﺎﺋﻧﺎ اﻟﺗﻲ ﻧﻛرﻩ
ﺗﻌرﯾﺗﻬﺎ وﻛﺷﻔﻬﺎ ﻟﻶﺧرﯾن
.
أﻣﺎ اﻟذﯾن وﺟدو
ا
ﻓﻲ ﻣﺷروﻋﻪ ﻓﺗﺣﺎ ﺣﻘﯾﻘﯾﺎ ﻻﺳﺗﻐﻼق اﻟﻔﻛر اﻟﻌرﺑﻲ وﻋﯾوب ﺗﻔﻛﯾرﻩ ﻓﻘد
رأوا أن اﻟﻧﻘد اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﻗد ﻛﺷف ﻓﻲ زﯾف ﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻔوﺿوﯾﺎت اﻟﻣﺳﺑﻘﺔ،
وﻫﺷﺎﺷﺔ أﺳﺳﻬﺎ،
ﻓﺄﺻﺑﺣﻧﺎ أﺷد وﻋﯾﺎ ﺑدور اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻓﻲ ﺗﻛوﯾن اﻟوﻋﻲ
و
اﻟﺗﻔﻛﯾر،
وﺗﺄﺳﯾﺳﺎ ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻓﺈن
ﺑﻌض
اﻷﻓﻛﺎر اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﺷﺑﻪ اﻟﻣﺳﻠﻣﺎت ﻓﻲ اﻟﻧﻘد اﻷدﺑﻲ أﺿﺣت ﻣوﺿﻊ ﺷك
.
و
ﻟﻌل أﺧطر ﻣﺎ ﻛﺷف ﻋﻧﻪ اﻟﻧﻘد اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﺛﻘﺎﻓﺎت واﻟﺗﺣﯾزات واﻟﺗواطؤ
اﻹﯾدﯾوﻟوﺟﻲ ﺑﯾن ﻣﺧﺗﻠف ﻓﺿﺎءات اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ
.
ﻣن ﻫﻧﺎ ﺻﺎر اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻟﻧص اﻷدﺑﻲ داﺧل
ﺳﯾﺎﻗﻪ اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ،
وداﺧل ﺳﯾﺎق اﻟﻘ
ﺎرئ أو اﻟﻧﺎﻗد ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ أﺧرى،
وﺑﺗﻧﻣﯾﺔ ﻫذﯾن
اﻟﻣﺣورﯾن وﺗرﺳﯾﺦ ﻗﯾﻣﻬﻣﺎ،
ﯾﺣدد اﻟﻧﺳق اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ اﻟذي ﯾﺣدد طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻧﺻوص اﻷدﺑﯾﺔ وأﻧﺳﺎﻗﻬﺎ
اﻟﻣﺿﻣرة
.
ﻫواﻣش اﻟﺑﺣث
:
-1
ﯾﻧظر
ﺣﻔﻧﺎوي ﺑﻌﻠﻲ
:
ﻣدﺧل
ﻓﻲ ﻧظرﯾﺔ اﻟﻧﻘد اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎرن،
اﻟﻣﻧطﻠﻘﺎت، اﻟﻣرﺟﻌﯾﺎت،
اﻟﻣﻧﻬﺟﯾﺎت،
ﻣﻧﺷورات اﻻﺧﺗﻼف،
اﻟﺟزاﺋر، ط
،1
2007
،
ص
:
15
.
اﻟﻧﻘد اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﻓﻲ اﻟﺧطﺎب اﻟﻧﻘدي اﻟﻣﻌﺎﺻر ﻗراءة ﻓﻲ ﺗﻠﻘﻲ ﻣﺷروع ﻋﺑد اﷲ اﻟﻐداﻣﻲ
ﻧوال ﺑن ﺻﺎﻟﺢ
314
ﻣﺟﻠﺔ
اﻟﻤَﺨْﺒَﺮ
-
اﻟﻌدد اﻟﺣﺎدي ﻋﺷر
-
2015
-2
رﻓﯾق رﺿﺎ ﺻﯾداوي
:
اﻟﻧﻘد اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﻟﻠﻐذاﻣﻲ
:
ﺑﯾن اﻟﺗﻧظﯾر واﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ،
ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺟزﯾرة
اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ،
اﻟﻌدد
190
،
اﻟﻣوﻗﻊ
:
al-jazira.com
-3
ﻋﺑد اﷲ اﻟﻐذاﻣﻲ
:
ﻣن ﻣﻘدﻣﺔ ﻛﺗﺎب
:
ﻋﺑد اﷲ اﻟﻐذاﻣﻲ واﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ واﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ، اﻟﻣؤﺳﺳﺔ
اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠدراﺳﺎت واﻟﻧﺷر، ﺑﯾروت، ط
،1
2003
،
ص
:
11
.
-4
ﺑﻧظر ﻣﻌﺟب اﻟزﻫراﻧﻲ
":
اﻟﻧﻘد اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﻧظرﯾﺔ ﺟدﯾدة أم ﻣﺷروع ﻣﺗﺟدد
،"
ﻛﺗﺎب اﻟر
ﯾﺎض
،
اﻟﻌدد
9790
،
ﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﯾﻣﺎﻣﺔ اﻟﺻﺣﻔﯾﺔ
اﻟﺳﻌودﯾﺔ، ﯾﻧﺎﯾر
200
،
ص
:
462
.
-5
ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن اﻟﺳﻣﺎﻋﯾل
:
ﻣﻘدﻣﺔ
ﻛﺗﺎب اﻟرﯾﺎض
، ﻗراءات ﻓﻲ ﻣﺷروع اﻟﻐذاﻣﻲ اﻟﻧﻘدي،
ص
:
11
.
-6
ﯾﻧظر إدرﯾس ﺟﺑري
":
اﻹﻣﻛﺎﻧﺎت واﻟﻌواﺋق ﻓﻲ اﻟﻣﺷﺎﻛﻠﺔ واﻻﺧﺗﻼف
،"
ﻛﺗﺎب اﻟرﯾﺎض،
ص
:
33
.
-7
ﯾﻧظر أﺳﺎﻣﺔ اﻟﻣﻼ
":
اﻟﻐذاﻣﯾﺔ ﻓﺿﺎء ﻓﻲ اﻟﺷﻌرﻧﺔ
،"
ﻛﺗﺎب اﻟرﯾﺎض،
ص
:
64
.
-8
ﯾﻧظر اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ،
ص
:
64
.
9
-
ﯾﻧظر
ﻣﻣدوح اﻟﺷﯾﺦ
:
ﻋﺑد اﷲ اﻟﻐذاﻣﻲ
..
اﻟﺣداﺛﺔ
..
واﻟﺗﺣوﻻت
..
واﻟﺟﻣﻬور،
اﻟﻣﺟﻠﺔ،
اﻟﻣوﻗﻊ
:
majalla.com
10
-
ﺿﯾﺎء اﻟﻛﻌﺑﻲ
: "
آﻟﯾﺎت اﻟﺧطﺎب اﻟﺳﺟﺎﻟﻲ
"
، ﺻﺣﯾﻔﺔ اﻟﺑﻼد ﯾوم
-9
04
-
2009
.
11
-
ﯾﻧظر ﯾوﺳف
ﺣﺎﻣد ﺟﺎﺑر
:
ﻗراءة ﻧﻘدﯾﺔ ﻓﻲ ﻛﺗﺎب اﻟﻧﻘد اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﻟﻠدﻛﺗور ﻋﺑد اﷲ اﻟﻐذاﻣﻲ،
ﻣﺟﻠﺔ دراﺳﺎت ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ وآداﺑﻬﺎ،
ﻓﺻﻠﯾﺔ ﻣﺣﻛﻣﺔ،
اﻟﻌدد اﻟﺗﺎﺳﻊ،
2012
،
ص
:
07
.
12
-
ﯾوﺳف ﻋﺑد اﷲ اﻷﻧﺻﺎري
:
اﻟﻧﻘد اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ وأﺳﺋﻠﺔ اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ،
ﺑﺣث ﻣﻘدم ﺑﺟﺎﻣﻌﺔ أم اﻟﻘرى
ﻋﺎم
2008
،
اﻟﻣوﻗﻊ
:
uqu.edu.sa
13
-
ﺿﯾﺎء اﻟﻛﻌﺑﻲ
":
آﻟﯾﺎت اﻟﺧطﺎب اﻟﺳﺟﺎﻟﻲ
"
ﺻﺣﯾﻔﺔ اﻟﺑﻼد،
-9
-4
2009
.
14
-
اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ
.
15
-
ﻧﻘﻼ
ﻋن اﻟﻣرﺟ
ﻧﻔﺳﻪ
.
16
-
ﯾﺎﺳﯾن ﻛﻧﻲ
":
ﻓﻲ اﻟﻧﻘد اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ
:
اﻟﻐذاﻣﻲ ﯾﻧﻬﻰ ﻋن ﻣﻧﻛر وﯾﺄﺗﻲ ﻣﺛﻠﻪ
"
دار ﻧﺎﺷري ﻟﻠﻧﺷر
اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ،
nashiri.net
.
17
-
رﻓﯾق رﺿﺎ ﺻﯾداوي
:
اﻟﻧﻘد اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﻟﻠﻐذاﻣﻲ
ﺑﯾن اﻟﺗﻧظﯾر واﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ،
اﻟﺟزﯾرة اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ،
اﻟﻣوﻗﻊ
:
al-jazirah.com
.
ﻣﺠﻠﺔ اﻟ
ﻤَﺨْﺒَﺮ، أﺑﺤﺎث ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ واﻷدب اﻟﺠﺰاﺋﺮي
ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺴﻜﺮة
.
اﻟﺠﺰاﺋﺮ
315
ﻣﺟﻠﺔ
اﻟﻤَﺨْﺒَﺮ
-
اﻟﻌدد اﻟﺣﺎدي ﻋﺷر
-
2015
18
-
ﯾوﺳف ﻋﺑد اﷲ اﻷﻧﺻﺎري
:
اﻟﻧﻘد اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ وأﺳﺋﻠﺔ اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ،
اﻟﻣوﻗﻊ
:
uqu.edu.sa
.
19
-
ﻋﺑد اﻟﻧﺑﻲ اﺻطﯾف
":
ﻣن ﯾﺧﺎف ﻋﺑد اﷲ اﻟﻐذاﻣﻲ
"
ﻧﻘد ﺛﻘﺎﻓﻲ أم ﻧﻘد أدﺑﻲ،
ﺣوارات ﻟﻘرن
ﺟدﯾد،
دار اﻟﻔﻛر اﻟﻣﻌﺎﺻر
،
ﺑﯾروت،
ط
،1
2004
،
ص
:
189
.
20
-
ﯾﻧظر ﻋﺑد اﷲ
إﺑراﻫﯾم
":
اﻟﻧﻘد اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ،
ﻣطﺎرﺣﺎت ﻓﻲ اﻟﻧظرﯾﺔ واﻟﻣﻧﻬﺞ واﻟﺗطﺑﯾق
"
ﻛﺗﺎب
اﻟرﯾﺎض
:
330
/
331
.
21
-
ﯾﻧظر اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ،
ص
:
331
.
22
-
ﯾوﺳف ﺣﺎﻣد ﺟﺎﺑر
: "
ﻗراءات ﻧﻘدﯾﺔ ﻓﻲ ﻛﺗﺎب اﻟﻧﻘد اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﻟﻠدﻛﺗور ﻋﺑد اﷲ اﻟﻐذاﻣﻲ
"
ﻣﺟﻠﺔ دراﺳﺎت ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ
وآداﺑﻬﺎ،
ﻓﺻﻠﯾﺔ ﻣﺣﻛﻣﺔ،
اﻟﻌدد اﻟﺗﺎﺳﻊ،
2013
،
ص
9:
-
10
.
23
-
ﯾﻧظر ﯾوﺳف ﺣﺎﻣد ﺟﺎﺑر
":
ﻗراءات ﻧﻘدﯾﺔ ﻓﻲ ﻛﺗﺎب اﻟﻧﻘد اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﻟﻠدﻛﺗور ﻋﺑد اﷲ
اﻟﻐذاﻣﻲ
،"
ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق،
ص
8:
-9
.
24
-
ﻣﺣﻣد ﻫﻣﺎم
:
اﻟﻣوﻗﻊ
:
mominun.com
25
-
ﯾوﺳف ﺣﺎﻣد ﺟﺎﺑر
":
ﻗراءات ﻧﻘدﯾﺔ ﻓﻲ ﻛﺗﺎب اﻟﻧﻘد اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﻟﻠدﻛﺗور ﻋﺑد
اﷲ اﻟﻐذاﻣﻲ
،"
ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق، ص
:
10
.
26
-
ﯾﻧظر
ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز اﻟﺳﺑﯾل
":
اﻟﺷﻌرﻧﺔ
"
ﺑﯾن اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ واﻟﺷﻌر،
ﻛﺗﺎب اﻟرﯾﺎض،
ص
:
260
-
262
.
27
-
ﯾﻧظر اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ،
ص
:
263
.
28
-
ﯾﻧظر ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﺣﻣودة
:
اﻟﺧروج ﻣن اﻟﺗﯾﻪ،
ﺳﻠﺳﻠﺔ ﻋﺎﻟم اﻟﻣﻌرﻓﺔ،
ص
:
351
.
29
-
ﻋﺑد اﷲ
إﺑراﻫﯾم
":
اﻟﻧﻘد اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ
/
ﻣطﺎرﺣﺎت
ﻓﻲ اﻟﻧظرﯾﺔ واﻟﻣﻧﻬﺞ واﻟﺗطﺑﯾق
"
، ﻋﺑد اﷲ
اﻟﻐذاﻣﻲ واﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ واﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ،
ص
:
40
.
30
-
ﯾﺣﻲ ﺑن
اﻟوﻟﯾد
":
اﻟﺗراث
واﻟﻧﻘد اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ
:
ﻗراءة ﺑدون ﻣرﻛز،
ﻛﺗﺎب اﻟرﯾﺎض
:
اﻟﻐذاﻣﻲ اﻟﻧﺎﻗد،
ﻗراءات ﻓﻲ ﻣﺷروع اﻟﻐذاﻣﻲ اﻟﻧﻘدي،
ص
:
508
/
509
.
31
-
ﻧﺎدر ﻛﺎظم
: "
ﺗﻌﺎرﺿﺎت اﻟﻧﻘد اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ أو رﺣﻠ
ﺔ اﻟﻧﺳق اﻟﻣﺗﻧﺎﺳﺦ
،"
ﻋﺑد اﷲ اﻟﻐذاﻣﻲ
واﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ،
ص
:
101
.
32
-
ﻋﺑد اﻟﻧﺑﻲ اﺻطﯾف
":
ﻣن ﯾﺧﺎف ﻋﺑد اﷲ اﻟﻐذاﻣﻲ؟
"
ﺣوارات ﻟﻧﻘد ﺟدﯾد،
ﻧﻘد أدﺑﻲ أم ﻧﻘد
ﺛﻘﺎﻓﻲ؟
دار اﻟﻔﻛر اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﻣﻌﺎﺻر،
ﺳورﯾﺔ،
ط
،1
2004
،
ص
:
186
.
33
-
إدرﯾس ﺑﻠﻣﻠﯾﺢ
: "
اﻟرؤﯾﺔ واﻟﻣﻧﻬﺞ ﻟدى اﻟﻐذاﻣﻲ
،"
ﺗﺎب اﻟرﯾﺎض، ص
:
24
.
اﻟﻧﻘد اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﻓﻲ اﻟﺧطﺎب اﻟﻧﻘدي اﻟﻣﻌﺎﺻر ﻗراءة ﻓﻲ ﺗﻠﻘﻲ ﻣﺷروع ﻋﺑد اﷲ اﻟﻐداﻣﻲ
ﻧوال ﺑن ﺻﺎﻟﺢ
316
ﻣﺟﻠﺔ
اﻟﻤَﺨْﺒَﺮ
-
اﻟﻌدد اﻟﺣﺎدي ﻋﺷر
-
2015
34
-
اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ،
ص
:
24
.
35
-
إدرﯾس ﺟﺑري
: "
اﻹﻣﻛﺎﻧﺎت واﻟﻌواﺋق ﻓﻲ اﻟﻣﺷﺎﻛﻠﺔ واﻻﺧﺗﻼف،
ﻛﺗﺎب اﻟرﯾﺎض،
اﻟﻐذاﻣﻲ
اﻟﻧﺎﻗد،
ﻗراءة ﻓﻲ ﻣﺷروع اﻟﻐذاﻣﻲ،
ص
:
49
.
36
-
إدرﯾس ﺑﻠﻣﻠﯾﺢ
":
اﻟرؤﯾﺔ واﻟﻣﻧﻬﺞ ﻟدى اﻟﻐذاﻣﻲ
،"
ﺗﺎب اﻟرﯾﺎض،
ص
:
10
.
37
-
ﯾوﺳف ﻋﺑد اﷲ اﻷﻧﺻﺎري
:
اﻟﻧﻘ
د اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ وأﺳﺋﻠﺔ اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ،
اﻟﻣوﻗﻊ
:
uqu.edu.sa
.
38
-
ﺳﻠﻣﺎن اﻟﺣﺑﯾب
:
إﺿﺎءات ﺣول اﻟﻧﻘد اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ
،
اﻟﻣوﻗﻊ
:
doroob.com
.
39
-
ﺣﺳن
اﻟﺑﻧﺎ
اﺳﻣﺎﻋﯾل
:
ﻣﻼﻣﺢ اﻟﻧﻘد اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﻓﻲ
اﻟﺧطﺎب
اﻟﻧﻘدي اﻟﻣﻌﺎﺻر،
اﻟﻐذاﻣﻲ
ﻧﻣوذﺟﺎ،
ﻛﺗﺎب اﻟرﯾﺎض،
ص
:
113
.
40
-
ﻋﺑد
اﷲ إﺑراﻫﯾم
:
اﻟﻧﻘد اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﻣطﺎرﺣﺎت
ﻓﻲ اﻟﻧظرﯾﺔ واﻟﻣﻧﻬﺞ واﻟﺗطﺑﯾق،
ﻋﺑد اﷲ اﻟﻐذاﻣﻲ
واﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ واﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ، ص
:
47
41
-
ﯾﻧظر ﻣﻣدوح اﻟﺷﯾﺦ
:
ﻋﺑد اﷲ اﻟﻐذاﻣﻲ
..
اﻟﺣداﺛﺔ
..
اﻟﺗﺣوﻻت
..
اﻟﺟﻣﻬور،
اﻟﻣﺟﻠﺔ،
اﻟﻣوﻗﻊ
:
majalla.com..
42
-
ﯾﻧظر ﻋﺑد اﷲ اﻟﻐذاﻣﻲ
: "
إﻋﻼن ﻣوت اﻟﻧﻘد اﻷدﺑﻲ، اﻟﻧﻘد اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﺑدﯾﻼ ﻋﻧﻪ
،"
ﻧﻘد ﺛﻘﺎﻓﻲ
أم ﻧﻘد أدﺑﻲ، ص
:
19
43
-
ﯾﻧظر اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ،
ص
:
20
.
44
-
اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ،
ص
:
66
.
45
-
ﯾﻧظر ﻋﺑد اﷲ
إﺑراﻫﯾم
":
اﻟﻧﻘد اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ،
ﻣطﺎرﺣﺎت ﻓﻲ
اﻟﻧظرﯾﺔ واﻟﻣﻧﻬﺞ واﻟﺗطﺑﯾق،
ﻋﺑد اﷲ
اﻟﻐذاﻣﻲ واﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ
و
اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ،
ﻋﺑد اﷲ اﻟﻐذاﻣﻲ واﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ،
ص
:
39
.
46
-
ﻣﺣﻣد ﺳﺎﻟم ﺳﻌد اﷲ
":
اﻟﻧﻘد اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ
:
أزﻣﺔ ﻣﻧﻬﺞ أم ﻣﺣﻧﺔ ﻋﻣل
،"
اﻟﻣوﻗﻊ
:
odabasham.net
47
-
ﯾﻧظر اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ